في اليوم الدولي لضحايا العدوان من الأطفال الأبرياء… تعليم الأطفال أحد اساسيات البناء في ظل الحروب والصراعات

رابعة حاج خليل

154

تعد حالات الصراع والحروب مأساة حقيقية تتسبب في تدمير الحياة والمجتمعات التي تخلف الكثير من  الضحايا، ويعتبر الأطفال والنساء الأكثر استغلالًا وتضرراً في هذه الظروف، وبالتأكيد يأتي دور الأطفال حيث يعتبر استغلال الأطفال في الحروب ظاهرة مروعة و تثير قلق العالم، حيث يتعرضون لأشكال مختلفة من الاستغلال القاسي والتجنيد القسري والعنف والإساءة بكافة أنواعها والعمل القاسي والقتل والإعدامات العشوائية. تترك هذه الأعمال الوحشية أثرًا دائمًا على حياة الأطفال وتشكل تهديدًا لمستقبلهم ولنمو المجتمعات بشكل عام.

ويتعرض الأطفال في مناطق الصراع للاستغلال بسبب عدة عوامل أبرزها هذه العوامل هو الفقر الذي يعاني منه الأهالي في تلك المناطق، حيث يجد الجميع صعوبة في تأمين احتياجاتهم الأساسية، مما يدفع بالأطفال إلى العمل القسري والانخراط في أنشطة غير ملائمة لعمرهم لتوفير دخل لعائلاتهم المحتاجة. تستغل الجماعات المتحاربة الأطفال كقوة عاملة رخيصة في العمليات العسكرية أو في الأعمال غير القانونية.

علاوة على ذلك، تستغل الأطراف المتحاربة الأطفال في عمليات التجنيد القسري، حيث يجبر الأطفال على المشاركة في الصراعات المسلحة والقتال بصورة مباشرة.

و قد أدت الحرب في سوريا إلى استغلال الأطفال وظهور مشاكل خطيرة ومروعة حدثت في سياق الصراع المستمر في البلاد. منذ بداية الثورة في عام 2011، تعرض الأطفال السوريون لأشكال عديدة من الاستغلال

و أحد أشكال استغلال الأطفال في سوريا هو التجنيد القسري، حيث يتم اضطهاد الأطفال واستدراجهم للانضمام إلى الجماعات المسلحة المختلفة

و يجبر الأطفال على التجنيد والمشاركة في الصراعات المسلحة، ويتعرضون لتدريبات عسكرية قاسية ويواجهون خطر الموت أو الإصابة الجسدية.

بالإضافة إلى ذلك، يستخدم الأطفال في سوريا في أعمال العمل القاسية والاستغلال الاقتصادي، حيث يُجبرون على العمل في ظروف قاسية وغير آمنة في المصانع أو في الأعمال اليدوية مما يعرض الأطفال للإهمال والإيذاء الجسدي والعاطفي، ويحرمون من حقوقهم الأساسية مثل التعليم والرعاية الصحية.

و يعتبر استغلال الأطفال الجنسي أيضًا يشكل تهديدًا كبيرًا في سوريا، حيث يتعرض الأطفال للاغتصاب والاعتداء الجنسي بشكل مروع .

ويؤثر استغلال الأطفال الى  إصابات جسدية وعقلية وتشوه نموهم الطبيعي و يعيق فرصهم في التعليم والتنمية الشخصية، والحد من استغلال الاطفال يتطلب جهودا مشتركة من قبل المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية و تعزيز الوعي العام بمخاطر استغلال الأطفال وضمان حمايتهم الكاملة وحقوقهم الأساسية.

فالتعليم حق من حقوق الأطفال وطريق الغد للأجيال فهو يطلق العنان لرقي المجتمعات وإنارتها، وهو الطريق القويم  للوصول إلى التنمية المستدامة  و كما أنه وسيلة لزيادة التطور العقلي والبدني  ورفع الوعي الاجتماعي ضمن بيئة صفية متفاعلة تتيح لهم التعبير عن أفكارهم ومشاعرهم وتوجهها،  ويتزود الأطفال منها بمكارم الأخلاق وأسمى القيم   ،

وكم من أمة أعطت التعليم قدره فنهضت  فأصبحت قدوة يحتذى بها ، ويعد التعليم في عصر التنكولوجيا احتياج لا غنى عنه لمواكبة تقدم الأمم .

هل هو انسحاب مفاجئ؟.. حقيقة خروج الروس من تل رفعت

اما عن واقع التعليم في الشمال السوري فهو واقع مؤلم رغم كل محاولات ترميمه في ظل النزوح الداخلي وانتشار المخيمات العشوائية التي تفتقر لأبسط مقومات الحياة كما أن الفقر عاملاً رئيسياً لترك الأطفال المدرسة وتوجههم إلى العمل ليصبح لدينا جيلاً مهدداً بالأمية ،مما يستوجب على كل القائمين بالأمر التحرك وسد هذه الفجوة

6/2/2023 تاريخ يصعب نسيانه من أذهان الشعب السوري عامة والشمال خاصة.  حيث استفاقت سوريا وتركيا على كارثة مدمرة  في البناء والإنسان وخلفت الكثير من الضحايا وتركت ورائها قصص غزيرة تفيض بالحزن وألام الفراق ربما يمتد صداه إلى سنين بعيدة .

ومن كتب له النجاة جسديا من هول تلك المأساة لم تسعفه وقع الصدمة من النجاة من أثر أكبر من الموت .تجلى ذلك في الجانب النفسي

والكثير منهم وهنا نتحدث عن الكبار ممن يملكون قدرات على التقبل والتكيف  باتوا يعانون من الكثير من الاضطرابات النفسية كالقلق والحزن وفقدان الأمان وفقدان التركيز وغيرها الكثير يصعب حصره في مقال واحد تلك كانت أحوال الكبار فكيف بمن هو طفل لايملك من الأمر مايملكه من يكبره سناً

نعم لقد كان هول الزلزال عظيما على صحة الأطفال الجسدية والنفسية فبدأت تظهر لديهم إضطرابات في النوم وكثرة البكاء والحزن ممزوجا بالخوف مجهول المصدر و  قلق متواصل ولوعة من فقدان مقدمي الرعاية وتشتتهم ذهنيا وانقطاعهم عن التعليم وفقدان أدنى مقومات الحياة وخلل في الروتين اليومي لهم ولأسرهم .

لذلك كان من الواجب الإنساني سباق الزمن في محاولة  لتقديم  الدعم والرعاية النفسية للأطفال الذين يعانون من تأثيرات الزلزال حديثا ومن قبله معاناة عشرة أعوام من الحرب والقتل والتهجير .

ولعلي أستطيع الحديث هنا بإيجاز عن طرائق واستراتيجات من الممكن ملاحظة تأثيرها في حياة الأطفال وربما تساعدهم في عملية ترميم عاجلة لطفولتهم نفسياً من قبل أشخاص مؤهلين لبذل مايمكن بذله من جهد.

و من هذه الطرق:

_ خلق حالة من الأمان ومساعدتهم على التعبير بحيث أن يشعر الأطفال بالأمان والحماية وتأمين مكان إقامة لهم ولأسرهم. وكذلك تقديم الدعم العاطفي وتشجيعهم على التعبير عن مشاعرهم ومخاوفهم من خلال أنشطة وألعاب ورسومات من شأنها مساندة الأطفال في التعبير عن مشاعرهم.

_ تقديم جلسات لمقدمي الرعاية وتدريبهم على كيفية التقرب من أطفالهم واحتضانهم في تلك الأوقات الصعبة واشعارهم بالأمان والحماية وتعزيز الدعم العاطفي لهم للتخفيف من توترهم وقلقهم .

_ وضع خطط لإعادة الحياة للروتين اليومي للطفل قبل الزلزال فذلك يساعد  في صناعة وتعزيز الشعور بالاستقرار والأمان والعودة لما ألفه الطفل سابقا من ممارسة أنشطته اليومية المعتادة مثل الأكل والنوم والعلم واللعب .

تلك الاستراتيجات يمكن أن تساهم في التخفيف عن الأطفال وتعيدهم إلى دورة الحياة الطبيعة بعد ان خاضوا أصعب التجارب التي مرت على البشرية وماصاحبها من مشاعر مؤذية لهم .

وهذا كله يتحقق بتكاتف جهود الجميع بدون استثناء وبالأخص جهود العاملين في مجال حماية الطفل .

وهنا يأتي دور مراكز الحماية في شمال غرب سوريا التي  تحمل أهمية كبيرة نظرًا للظروف الصعبة التي يعيشها الأطفال و السكان في المنطقة و بعض الأسباب التي تجعلها ذات أهمية:

انها تلعب دورًا حيويًا ومهمًا في حماية حقوق الأطفال وضمان سلامتهم ورفاهيتهم و تعتبر المناطق الشمالية من سوريا متضررة جدًا من النزاع المستمر، وهذا يعني أن الأطفال في هذه المناطق يواجهون تحديات خاصة ويكونون عُرضة للعديد من المخاطر والانتهاكات.

تهدف مراكز حماية الطفل إلى توفير بيئة آمنة وداعمة للأطفال، وتعزيز حقوقهم وصحتهم النفسية والجسدية. ومن بين الخدمات التي تقدمها هذه المراكز:

 

حماية الطفل من التشرد: تعمل المراكز على توفير مأوى ورعاية للأطفال الذين فقدوا منازلهم أو أصبحوا متشردين نتيجة النزاعات والنزوح.

التعليم والتدريب: توفر المراكز فرص التعليم والتدريب للأطفال، حيث يمكنهم الوصول إلى التعليم الأساسي والمهارات اللازمة لمستقبلهم.

الدعم النفسي والاجتماعي: تقدم مراكز الدعم النفسي والاجتماعي للأطفال الذين تأثروا نفسيًا بسبب النزاعات والصراعات، وذلك من خلال جلسات الاستشارة والتوجيه النفسي .

الحماية من العنف والاستغلال: تعمل المراكز على توعية الأطفال وعائلاتهم حول حقوق الطفل والحماية من العنف والاستغلال، وتقديم الدعم والمشورة في حالات الاعتداء والتحرش

كما تقدم مراكز الحماية خدمة إدارة الحالة حيث يتم من خلالها تقديم الخدمات التي تساهم في تحسين وضع الأطفال وأسرهم لمساعدتهم على إكمال مسيرتهم الحياتية

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط