في عيدها العالمي.. ماذا تقول المرأة السورية؟

باسل إسماعيل

0 1٬350

بعد يومين يصادف 8 آذار وهو يوم عيد المرأة العالمي، فماذا قالت نساء سورية في هذه المناسبة التي تتجدد عليهنَّ في ظل الثورة منذ عشر سنوات؟

المرأة السورية في ميدان الثورة

الناشطة والمحامية (حلا إبراهيم) المهجَّرة من مدينة حلب قالت لصحيفة حبر: “انخرطت المرأة السورية في الثورة منذ صرخة الحرية الأولى في آذار ٢٠١١ متحديةً بجسارة مخاطر القمع والقتل، وبذلت الكثير على دروب الحرية، فما إن اشتعلت نار الثورة حتى خرجت في مظاهرات إلى الشوارع هتفت للحرية وطالبت بالانتصار لدم الشهداء، وعلى مدار السنوات كانت ثورتها ضد النظام الحاكم وضد كل السلطات والممارسات والقوانين التي قيدتها وأهدرت كرامتها، إنها ثورتنا ويجب أن نشارك فيها لنرفع الظلم الذي يجثم فوق صدورنا.”

لمتابعة كل جديد اشترك في قناة صحيفة حبر على تلغرام اضغط هنا

معاناة المرأة السورية في الثورة

“لقد عانت المرأة السورية في الثورة حتى وجدت نفسها تصارع مصيرًا مجهولاً في المعتقلات ومخيمات اللجوء والنزوح، وصارت مع الأطفال الخاسر الأكبر في هذه الثورة التي حولها الطغاة والغزاة إلى حرب طاحنة، وهذا ما زاد من كرهي لنظام الأسد الفاسد، وسوف أتابع طريق الكفاح وسأظل أدعم كل حراك ثوري من شأنه أن يحقق النصر ويعيد حريتنا وكرامتنا.” بحسب المحامية (حلا).

اقرأ ايضاً:  نشرة صرف الليرة السورية والتركية اليوم السبت 6-3-2021

تأثير الحرب على المرأة السورية

بدورها قالت الآنسة (آية حيدر): “فرض النزوح واللجوء على المرأة السورية مجتمعًا جديدًا بقوانين وعادات وواقع جديد مختلف عمَّا كانت تعيشه في بلدها، وتعرضت لهزة قوية كان لها تبعات اجتماعية واقتصادية ونفسية وأخلاقية دفعت بعض النساء لتغيير معتقداتهنَّ وما نشأنَ عليه من عادات وتقاليد مجتمعية، وكان لتوجه المجتمع الدولي نحو المرأة السورية أثره في إنتاج مئات منظمات المجتمع المدني التي كانت تحرص على تقديم خدمات للمرأة تناسب المتطلبات والاشتراطات الدولية، ممَّا طرح مواضيع جديدة أمام المرأة السورية لم تكن على إحاطة كافية بأبعادها المتعددة، كما عرض تحمل مسؤولية الأسرة المرأة لصنوف من الاستغلال والابتزاز بأشكالها المختلفة بدءًا من قبولها بزواج دون حقوق أو تسجيل قانوني أو قبولها العمل بأجر ضعيف وساعات طويلة دون تأمين، عدا عن تعرضها للتحرش والمضايقات أثناء العمل، وصولاً إلى قبولها بالقيام بأعمال أقل من قدراتها ولا تناسب تخصصها خاصة للمتعلمات.”

(علا نصر الله) مهجَّرة من ريف دمشق قالت: “رافق النزوح صعوبات اقتصادية واجتماعية ونفسية كانت شديدة على النساء اللواتي تعرضنَ لأشكال من الاستغلال نتجت عن النزوح والتهجير، مثل الزواج القسري وغير المتكافئ، فضلاً عن الحرمان من الخدمات الأساسية التي من بينها الرعاية الصحية والتعليم والقدرة على المشاركة المجتمعية، خاصة للنساء اللواتي اضطررنَ إلى السكن في المخيمات بعيدًا عن الأهل والحماية، وهو ما عرضهنَّ للقلق والخوف ومحاولات التحرش بهنَّ.

وأدت الحرب إلى وفاة أعداد كبيرة من الذكور في سورية معظمهم من فئة الشباب، وهو ما يعني فقدان عدد كبير من النساء للمعيل سواء كان الزوج أو الأب أو الأخ، مع الأخذ بعين الحسبان نسبة المعتقلين والمغيبين قسريًا وأصحاب الإعاقة الدائمة الذين أصيبوا بالحرب من الذكور ولم يعد بإمكانهم العمل أو الإنفاق، وهو ما حمل المرأة السورية مسؤولية السعي للإنفاق على الأسرة.”

المرأة السورية سياسيًا

(رجاء الأسعد) مهجَّرة من مدينة معرة النعمان تقول: “كما كان الدور السياسي للمرأة ضعيفًا إن لم يكن معدومًا، ومع اندلاع الثورة السورية شاركت المرأة السورية بفعاليات كبيرة من تنظيم مظاهرات، وبدأ صوتها يعلو ويُسمع، وحضورها يتمدد أفقيًا وعموديًا بجدارة.”

وأردفت (الأسعد) بأن المناطق المحررة شهدت نشاطًا نسويًا من جميع فئات النساء أثبتت فيه المرأة وجودها عبر تشكيل منظمات ومؤسسات تهتم بشأن النساء والعمل على تمكينهنَّ للمشاركة الفعَّالة ببناء المجتمع ومشاركتها السياسية والاجتماعية. ”

في حين قالت السيدة (نادين عبد اللطيف) المهجرة من مدينة جسر الشغور إلى مدينة سلقين: “موضوع المرأة ومشاركتها الفعالة له اهتمام كبير من نساء فاعلات وراغبات بالعطاء في مجتمع يقبع تحت ويلات الحرب، ورافق تلك الرغبة جهود جيدة من المنظمات التي توجهت بالدعم المادي والمعنوي لكافة النشاطات والمشاريع الهادفة لدى النساء للحصول على حقوقها والقيام بواجباتها.”

هل حال المرأة السورية قبل الحرب أفضل أم بعدها؟

يتباين حال النساء في إدلب على سبيل المثال، فبينما يعدُّ البعض أن الثورة والحرب كانت سببًا في تأخر دور المرأة وتهميشها، ترى أخريات أن الصورة معكوسة، بحسب نادين، التي أردفت بقولها: “لكن حظيت المرأة في ظل الثورة باهتمام، لاسيما من قبل المنظمات التي سعت إلى تمويل مشاريع المرأة وتمكينها.

المجالات التي عملت فيها النساء خلال 10 سنوات تنامت من مستوى إلى آخر وربما لم تبدأ مع بدايات الثورة، إنما مع بدء تحرير بعض المناطق، فبدأت مراكز المرأة والمراكز المهنية في إدلب وجبل الزاوية ومعرة النعمان، وتوسعت في المناطق المجاورة في العامين الأخيرين، وكان لمراكز تمكين المرأة في إدلب دور بارز بتبلور مهنية وتوسيع انخراط المرأة بمجالات العمل الهادف والفعَّال، لاسيما أن هناك الكثير من النساء اللاتي فقدن أزواجهنَّ بهذه الحرب نتيجة الموت أو الاعتقال، فكان لا بد من عملهنَّ لتأمين مستلزمات الحياة لهنَّ ولأطفالهنَّ، الأمر الذي أعطى تفاعلًا كبيرًا مع مراكز التمكين لتعليم المهن، وكسب التوعية اللازمة للانخراط بمجالاته.”

من جهة أخرى قالت السيدة (حسناء صوان): “من خلال عملي على مدار سنوات الثورة كانت المرأة هي المستهدفة في مراكز التأهيل لتطوير ذاتها وتأهيلها لتكون معيلاً لأسرتها وزوجها، والمجالات متنوعة بحسب ظروف كل امرأة ومستواها العلمي، فهناك الأعمال الحرفية للنساء اللواتي ليس لديهنَّ مستوى علمي، ومن هذه الأعمال (الخياطة، ونسج الصوف، والحلاقة النسائية) حيث تمارس النساء هذه الأعمال بمشاريع مصغرة ترعاها مراكز تمكين المرأة بعد تدريبهنَّ وتأمين مراكز للعمل، كما تقوم بالتسويق لأعمالهنَّ أيضًا.

أما المرأة المتعلمة فتمارس عملها بمواقعها الطبيعية، فالمعلمة بمدرستها والممرضة والطبيبة بالمستشفى أو العيادة، حيث لم يثنهنَّ خطر الحرب عن الاستمرار بالعمل.”

 

(يقين بيدو) صحفية مستقلة قالت: “بمناسبة عيد المرأة العالمي، لا بد من التنويه بأن أهمية هذا اليوم لا تنقص أبدًا من أهمية المرأة في كل ساعة ويوم وعام، سواء داخل منزلها أو خارجه في شتى جوانب الحياة وخاصةً المرأة السورية في ظل الثورة، حيث كانت جنبًا إلى جنب مع الرجال في المظاهرات السلمية، وساهمت في تعزيز وجودها ضمن كافة المجالات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والتربوية حتى العسكرية منها في زمن الثورة، وأكبر مثال على ذلك الشهيدة (سعاد كياري) التي قدمت روحها فداء لبلدتها أبو الظهور في ريف إدلب أثناء مواجهتها تقدم ميلشيا الأسد نحوها.”

(رفيف السيد) ناشطة مهجرة من الغوطة الشرقية إلى محافظة إدلب قالت: “لا تستطيع المرأة تلخيص تطلعات المستقبل ببعض الكلمات؛ لأنها كأم وأخت وزوجة تتحمل مسؤولية التفكير بمستقبلها ومستقبل من حولها ولنفسها، أتمنى كل الخير للنساء السوريات والنساء في كل العالم، وكوني سورية أتمنى أن تنعم الأم السورية والنساء السوريات مع أطفالهنَّ وعائلاتهنَّ بالسلام.”

هذا وتواجه المرأة السورية ظروفًا اجتماعية وثقافية وافدة أو مفروضة عليها بسبب النزوح واللجوء، لكنها أثبتت جدارتها وتمكنت من الثبات والتأقلم مع حياة التشرد والبعد عن المنزل لتعيش بمأمن.

 

اترك تعليقا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط