قائد قسد يدعو للتفاوض ويؤكد: نطالب بإدارة لا مركزية في سوريا

1٬585

في مقابلة مع صحيفة وول ستريت جورنال، أعرب مظلوم عبدي، قائد ميليشيا “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، عن استعداد قواته للتفاوض مع “إدارة العمليات العسكرية” التي تتولى قيادة المناطق المحررة في سوريا، داعياً إلى إدراج “الإدارة الذاتية” التي أنشأتها قسد في العملية السياسية بسوريا، معتبراً أن اللامركزية الإدارية هي الحل الأنسب لمستقبل البلاد.

مطالب قسد: إدارة لا مركزية وحقوق الأقليات

أكد عبدي أن قوات سوريا الديمقراطية تسعى لتكون جزءاً من القوات المسلحة في سوريا المستقبلية ضمن إدارة لا مركزية، حيث قال: “لسنا بحاجة إلى سلطة مركزية لحكم البلاد بأكملها”. وأضاف أن حقوق الأقليات السورية يجب أن تُكرس في الدستور السوري الجديد لضمان تحقيق العدالة والمساواة.

اقرأ أيضاً: الحكومة السورية الجديدة تتبنى نموذج السوق الحرة

وأشار عبدي إلى أن الضغوط التي تواجهها قواته بسبب ما وصفه بـ”هجمات المتمردين المدعومين من تركيا” دفعت قسد إلى تعليق عملياتها ضد تنظيم داعش ونقل السجناء من المناطق المهددة مثل منبج إلى مواقع أكثر أماناً. وقال: “الهجمات المستمرة بطائرات مسيّرة ومدفعية تعرقل عملنا، وندعو الولايات المتحدة لممارسة ضغوط أكبر لوقف هذه الاعتداءات”.

خسائر “قسد” وتبدّل المشهد العسكري

شهدت قسد تراجعاً واسعاً على الأرض، لا سيما في مناطق منبج وريف حلب الشرقي ودير الزور، مع تقدم القوات التابعة لـ”إدارة العمليات العسكرية”. ووفقاً لمصادر ميدانية، فإن هذه التطورات دفعت قسد لمحاولة فتح قنوات تواصل مع “إدارة العمليات” سعياً لحسم مصيرها وسط تغير واضح في مواقف القوى الإقليمية والدولية تجاهها.

ترافق ذلك مع إعلان “مجلس الشعوب الديمقراطي” التابع للإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا، عن رفع علم الثورة السورية على جميع المقارّ والمؤسسات التابعة للإدارة الذاتية، معلناً نهاية حقبة التسلط والقمع التي عاشها السوريون على مدار 54 عاماً من حكم النظام السابق. وأكد المجلس التزامه بتمثيل تطلعات الشعب السوري نحو الحرية والكرامة والوحدة الوطنية.

انهيار مشروع قسد الانفصالي

مع بداية الحراك الثوري السوري، استغل حزب الاتحاد الديمقراطي، الجناح السوري لحزب العمال الكردستاني، قضية الأقليات الكردية ليقدم نفسه كمدافع عن حقوقهم في مواجهة نظام الأسد، وهو ما ساعده في الحصول على دعم غربي كبير. إلا أن تطلعات الحزب توسعت إلى مشروع انفصالي يتجاوز حقوق الأكراد ليشمل السيطرة على أراضٍ واسعة تحت شعار محاربة الإرهاب.

بدأت قسد كامتداد لوحدات حماية الشعب الكردية، التي أعلنت “الإدارة الذاتية” في مدينة عين العرب (كوباني) عام 2014، مستغلة المعارك مع تنظيم داعش لتوسيع نفوذها، وصولاً إلى سيطرتها على الرقة ودير الزور. ومع ذلك، تصاعدت الانتقادات ضد قسد بسبب عمليات التهجير القسري للمكونات العربية، ما أدى إلى انقسامات داخل التحالف العربي-الكردي الذي شكّلته.

في عام 2015، تأسست قوات سوريا الديمقراطية لتجمع بين وحدات حماية الشعب ومجموعات عربية وسريانية تحت مظلة واحدة مدعومة من التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة. لكن مع تغير المعطيات على الأرض، بات الدعم الدولي لقسد يتراجع تدريجياً، في ظل الضغوط التركية، مما أدى إلى تقلص مساحة سيطرتها.

نهاية قسد: بين التفاوض والإذعان

اليوم، تواجه قسد ضغوطاً كبيرة، ليس فقط من القوى العسكرية الثورية التي تتقدم في الشمال السوري، ولكن أيضاً من القوى الإقليمية والدولية. وبينما تسعى لفتح مفاوضات مع “إدارة العمليات العسكرية”، تشير التطورات إلى أنها أمام خيارين: إما الاندماج ضمن سوريا ديمقراطية موحدة أو مواجهة مصير مشابه لما انتهت إليه مشاريع انفصالية أخرى.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط