قاعدة حميميم تدعو الفارين إليها للعودة إلى مناطقهم في ريف اللاذقية

36

تداول ناشطون سوريون وثيقة منسوبة لقيادة قاعدة حميميم العسكرية الروسية في ريف اللاذقية، تدعو فيها الأشخاص الذين لجأوا إليها خلال الأيام الماضية إلى مغادرة القاعدة والعودة إلى مناطقهم، وسط تأكيدات بتحسن الأوضاع الأمنية تدريجيًا.

تحسن الوضع الأمني وضرورة المغادرة

وفقًا لنص الوثيقة، فإن الإمكانات اللوجستية المحدودة للقاعدة الروسية لا تسمح بمواصلة استضافة النازحين، مشيرة إلى أن الحكومة السورية المعترف بها دوليًا تبذل جهودًا كبيرة لتحقيق الاستقرار في محافظة اللاذقية، وذلك بالتنسيق مع منظمات إنسانية دولية خلال الأيام العشرة الأخيرة لضمان سلامة المدنيين.

اقرأ أيضاً: سوريا وفرنسا.. لقاء موسع لبحث دعم القطاع الطبي المتهالك

وأكدت الوثيقة أن القوات الروسية في قاعدة حميميم قدمت مساعدات واسعة لإنقاذ المدنيين وتأمين المأوى المؤقت لهم، لكنها غير قادرة على توفير ظروف معيشية ملائمة لفترات طويلة، داعية النازحين إلى البحث عن سبل للتصالح مع السلطات السورية والعودة إلى حياتهم الطبيعية.

مساعدات غذائية للمدنيين المغادرين

وأشارت الوثيقة إلى أن قيادة القاعدة ستقوم بتوفير حزم غذائية للمدنيين المغادرين في 16 من الشهر الجاري، لضمان حصولهم على احتياجاتهم الأساسية أثناء العودة إلى قراهم. كما أكدت أن مجلس الأمن الدولي أصدر بيانًا مشتركًا، أعدته روسيا والولايات المتحدة، يدين فيه أعمال العنف ضد المدنيين في الساحل السوري، ويطالب السلطات في دمشق بتوفير الحماية لهم.

جهود محلية لطمأنة النازحين

وفي خطوة تهدف إلى طمأنة الأهالي وتشجيعهم على العودة، وصل إلى قاعدة حميميم خلال الأيام الماضية وفد من إدارة منطقة جبلة وإدارة الأمن العام، حيث أجروا لقاءات مع المدنيين الموجودين هناك لبحث آليات العودة إلى قراهم ومدنهم.

وكان عدد من السكان العلويين قد فروا إلى قاعدة حميميم العسكرية، التي تنتشر فيها قوات روسية، بعد اندلاع مواجهات عنيفة في اللاذقية وطرطوس بين الأجهزة الأمنية وبقايا النظام المخلوع، ما دفع كثيرين إلى البحث عن ملاذ آمن داخل القاعدة الروسية.

مخاوف أمنية مستمرة رغم استقرار الأوضاع

من جهتها، صرحت الناطقة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا بأن قاعدة حميميم وفرت مأوى لأكثر من 8000 شخص، معظمهم من النساء والأطفال، فروا بسبب التوترات الأمنية في مناطق الساحل السوري. وذكرت وكالة رويترز أن أعدادًا من العلويين بدأوا بالعودة تدريجيًا إلى قراهم، في حين يفضل آخرون البقاء داخل القاعدة الروسية خوفًا على حياتهم.

وأفادت التقارير بأن الهجمات الدامية الأخيرة التي استهدفت البلدات العلوية في الساحل السوري أدت إلى مقتل المئات، ما خلق حالة من التردد لدى بعض النازحين في العودة، رغم المؤشرات على تحسن الوضع الأمني.

موسكو تسعى لعلاقات جديدة مع الحكومة السورية

وفي سياق متصل، أكدت المتحدثة باسم الخارجية الروسية أن نحو 9000 شخص لجأوا إلى قاعدة حميميم، التي أنشأتها موسكو عام 2015 لدعم النظام السوري السابق. وأشارت إلى أن روسيا تسعى الآن لبناء علاقات مع الحكومة السورية الجديدة، إلا أن مصير القاعدتين الروسيتين في حميميم وطرطوس لا يزال غير واضح في ظل التغيرات السياسية الأخيرة.

التأكيد على استقرار الساحل السوري

من جانبه، أوضح أحمد عبد الرحمن، المسؤول الأمني في الحكومة السورية المؤقتة، أن حوالي 1500 شخص لا يزالون داخل القاعدة الروسية، بينما تعمل قوات الأمن على تأمين المناطق المحيطة ضد فلول النظام البائد والجماعات التخريبية.

في المقابل، نفت روسيا أي علاقة لها بالأحداث الأخيرة التي شهدها الساحل السوري، مشددة على أنها لم تدعم تحركات بقايا النظام السابق. وأكد مصدر دبلوماسي روسي أن قاعدة حميميم لا تتدخل في الشأن الداخلي السوري، وأن موسكو تواصل جهودها لضمان استقرار سوريا ووحدتها.

 

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط