قراءة في مشاركة الحركة السياسية النسوية في جلسة مجلس الأمن بتاريخ 25 حزيران 2021

الأستاذ فراس مصري

0 3٬321

عضو الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة | الأستاذ فراس مصري

– بداية لم أجد مصدرًا يشير إلى طبيعة مشاركة الأستاذة (عبير الحسين) باسم الحركة السياسية النسوية في جلسة مجلس الأمن، والمقصود هنا مرجعية الدعوة هل هي دعوة موجهة لمشاركة من يمثل النساء السوريات؟ أم لمشاركة المجتمع المدني السوري؟ أم لمشاركة حزب سياسي؟ لأنه، وكما جرت العادة، يمكن أن يشارك متحدث باسم المجتمع السوري في جلسات مجلس الأمن وذلك بسبب تحفظ المجتمع الدولي على مشاركة المعارضة السياسية الرسمية؛ لأن النظام السوري ما يزال ممثلاً قانونيًا في الأمم المتحدة، لكن هذه المرة نفاجأ بمشاركة سيدة عن حركة سياسية وفق تسميتها وتعريفها وهي الحركة السياسية النسوية، والسؤال هنا ما هي الآلية المتبعة التي تتيح لحزب سياسي بالمشاركة في أعلى مستوى أممي باسم السوريين، لاسيما يدعون أنهم يقفون بجانب المعارضة السورية؟ السؤال هنا برسم المبعوث الخاص الذي أصبح انتقائيًا في خياراته لممثلي المجتمع المدني ومن يمثل النساء السوريات، انتقاءً لا يمت بصلة للتمثيل الحقيقي للسوريين والسوريات ومجتمعهم المدني.

– صدر التصريح الصحفي حول مشاركة الأستاذة عبير الحسين من قبل الحركة السياسية النسوية وقد تُوِّج بمقدمة ثم بنص الخطاب الذي من المفترض أن يتطابق المنشور كتابة بما تلته السيدة الحسين على منبر مجلس الأمن وهذا ما لم يكن محققًا.

اقرأ أيضاً: الباب عطشى.. حملة للمطالبة بتوفير المياه لأكثر من 300 ألف نسمة

– وفي مقدمة التصريح تمت الإشارة إلى مشاركة المكونات السورية في الحل السياسي وأقتبس: “لا يمكن أن يكون هناك حل سياسي شامل دون مشاركة جميع مكونات الشعب السوري وأخذ خصوصياتها بعين الحسبان وعلى رأسها القضية الكردية التي نعدُّها قضية وطنية بامتياز، بالإضافة إلى مكونات الشعب السوري الأخرى كالسريان الآشوريين، والأرمن، والشركس وغيرهم، ولا يمكن إيجاد حل سياسي بدونها جميعها لاستعادة وحدة سورية أرضًا وشعبًا.”

حيث أفردت العبارة القضية الكردية للتعبير عن المكون الكردي، ثم تلت مكونات أخرى كالسريان والأرمن والشركس، متناسين مكونًا مهمًا تقارب نسبته في سورية نسبة المكون الكردي وتفوق بكثير المكونات المذكورة التي نحترمها كلها وهو المكون التركماني، وفي ذلك إقصاء لمكون سوري هو أكثري بين الأقليات ولا نستطيع تبرئة هذا الإقصاء، ويمكن أن نتفهم أسبابه وهو التصويب نحو تركيا، علمًا بأن المكون التركماني تحديدًا بجميع شرائحه ونخبه وتياراته ينادي بسوريته قبل عِرقه.

– كما ذكرتْ مقدمة التصريح بحسب ما ورد في متن المداخلة، وهي الفكرة الوحيدة التي ذكرت مرتين في التصريح، قضيةَ التغيير الديمغرافي وأقتبس: “وأكدت أن أي حل سياسي يجب أن يكون حلاً شاملاً وهذا يعني أننا نحن الحركة بموقف واحد من جميع قوى سيطرة الأمر الواقع في قضية التهجير القسري والتغيير الديمغرافي، كما حصل في عفرين والزبداني ومضايا والفوعة والقصير وكفريا والغوطة الشرقية ودرعا وحمص وغيرها.”

والغرابة هنا عدم الإتيان بذكر شمال شرق سورية وإدراج عفرين مع ما فعله النظام من تغيير ديمغرافي في مناطق مختلفة من سورية، لكنني لا أستغرب حين أسمع في أدبيات هذه الحركة أنها تعدُّ عفرين مدينة محتلة، تلك المدينة التي خلصها أبناء الجيش الوطني وبدعم تركي طالبت فيه المعارضة الرسمية من احتلال منظمة  PYDالإرهابية، كما تم تحرير مناطق أخرى من داعش قبلًا بمساعدة قوات التحالف وعلى رأسها أمريكا، ولم يذكر بيان السياسية النسوية أي شيء من انتهاكات PYD في الرقة ودير الزور وتل رفعت وشمال شرق سورية التي تحتلها، لا سيما أن هذه المنظمة الإرهابية لا تُحسب على قوى الثورة والمعارضة، وكلنا يعلم أن النزوح السوري الداخلي موجود على مساحات شاسعة في إدلب وشمال غرب سورية وعفرين، وأنه لا يعدُّ تغييرًا ديمغرافيًا بل هو نزوح اضطراري سببته جرائم النظام.

لمتابعة كل جديد اشترك في قناة صحيفة حبر على تلغرام اضغط هنا 

– تم التعرض في متن المداخلة للجيش الوطني وأقتبس: ” ضبط المجموعات المسلحة المدعومة إقليميًا أو دوليًا التي لم تعمل يومًا لمصلحة السوريات والسوريين، بل عمقت الشرخ بينهم”. حيث لم يتم التفريق بين المجموعات الإرهابية المدعومة من إيران وحزب الله، وبين فصائل الجيش الوطني الذي لولاه لما تحدثت الأستاذة عبير الحسين بكل حرية من الشمال السوري المحرر، علمًا بأن فصائل الجيش الوطني هي مكون أساسي في المعارضة الرسمية (الائتلاف، وهيئة التفاوض، واللجنة الدستورية)، وأن بعض عضوات الحركة السياسية النسوية يشاركنَ عناصر الجيش الوطني عضوية مؤسسات المعارضة الرسمية.

– لم يطالب خطاب الحركة السياسية النسوية بشكل واضح بما يطالب به جميع السوريين وهو الاستمرار بإيصال المساعدات الإنسانية عبر الحدود، مع أنه حديث الساعة.

– لم يشر الخطاب إلى انتهاكات قوى PYD في مناطق منبج وشمال شرق سورية والرقة ودير الزور، ولم يتطرق لمشاركة هذه المنظمة الإرهابية النظام في مواقع متعددة.

– لم يأتِ الخطاب على ذكر مجزرة (دار الشفاء) في عفرين مع أنها من آخر المجازر قبيل الخطاب، بل إن رجعنا لبيانهم المدوَّن على موقعه الرسمي حول المجزرة سنرى أنهم يبرِّئون PYD ويحمِّلون المسؤولية لما أسموه قوى الأمن الواقع، وهي بالتالي فصائل الجيش الوطني.

– واضح من بيانات الحركة السياسية النسوية على موقعها الرسمي أنها تساوي بين فصائل الجيش الوطني وبين جيش النظام.

– نهاية: هل من تعريف لقوى الثورة والمعارضة؟ وهل تُعدُّ الحركة السياسية النسوية من قوى الثورة والمعارضة؟ وهل لتغلغلها بين السيدات في الأراضي المحررة شمال سورية غايات غير غايات الثورة؟ ما هو الفكر الذي تحمله لتقدمه للمجتمع السوري؟ السؤال موجه لمنتسبي هذه الحركة في الداخل السوري المحرر لنعرف ماذا يقدِّمون لقوى الثورة والمعارضة … وننتظر الجواب!!

اترك تعليقا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط