يفتح (علي) وهو اسم مستعار لشاب من ناحية (السبخة) الخاضعة لسيطرة قوات النظام مُصنَّفه البلاستيكي، ويراجع أوراقه ليتأكد من اكتمالها ويغلقه من جديد، فهو ينتظر منذ وقت متأخر من الليل ليحصل على مكان متقدم في الدور على باب السجل المدني في الرقة مع مئات الأشخاص الذين تطلق عليهم الإدارة الذاتية الخاضعة لسيطرة ميلشيا (قسد) مسمَّى “الوافدين”.
علي يقول: “لو أنني أتقدم باللجوء لدولة أوربية لما تأخرت كل هذا الوقت، وفي كل مرّة ندخل لمكتب الموظف يطلب منّا أوراقًا جديدة أو يتحججون بانقطاع الإنترنت، وهذه الحجة التي كنّا نسمعها من موظفي النظام”.
وأصدرت الإدارة الذاتية قرار البطاقة الخضراء (بطاقة وافد) في العام 2018، وهي بطاقة تمنح لكل شخص من مواليد المناطق التي لا تخضع لسيطرة(قسد).
لمتابعة كل جديد اشترك في قناة صحيفة حبر على تلغرام اضغط هنا
كفالة السوري للسوري
(نور الهدى) فتاة من حلب حصلت على عمل في منظمة طبية تعمل في مدينة الرقة، قالت: “لا أستطيع السفر من الرقة لرؤية أهلي، في كل مرة يوقفوني على المعابر، ليأتي أحد معارفي ويدخلني، حتى أنني صرت أخجل منهم”.
ومن شروط هذه البطاقة الحصول على “كفيل” من أبناء المنطقة، وبحسب مسؤولين بالإدارة الذاتية، فإن هذه البطاقة ضرورية لتسهيل تقديم الخدمات للنازحين، إلا أن البعض يراها ذات طابع أمني.
وتتطلب أولًا ورقة من “كومين” (وهو أشبه بمختار الحي)، مُصدَّقةً من دار الشعب، تُقدَّم لمديرية السجل المدني، التي ترسلها بدورها إلى (الأمن الداخلي) للحصول على موافقة أمنية، وهذا يتطلب فترة زمنية، قد تصل أحيانًا إلى عشرة أيام.
ومن الأوراق المطلوبة أيضًا صورة هوية “الكفيل”، وفاتورة جباية كهرباء قبل عام 2011، وعقد إيجار منزل، وصور شخصية للشخص المكفول.
فيما يقول (جميل العبد) وهو اسم مستعار لأحد أبناء مدينة الرقة: “لماذا على السوري أن يكفل سوريًا آخر؟ نحن أبناء بلد واحد وطالما استقبلنا النازحين من أبناء بلدنا في درة الفرات (وهو لقب تكنّى به مدينة الرقة).”
إتمام هيكلية
يرى (جميل) أن قسد تحاول بناء دولة كردية منفصلة في هذا الإجراء، وتحاول بناء هيكلية دولة بهذا القرار، وتضيِّق حتى على أبناء المدينة.
وعلى الرغم من كونه يقطن إحدى القرى الخاضعة لسيطرة (قسد)، يعاني (مصطفى) من طلب الإقامة على الحواجز التابعة للميلشيا في المدينة.
اقرأ أيضاً: تصريح صادم من واتساب..لن تتمكنوا من قراءة وإرسال الرسائل!!
و(محمد) هو الآخر يعاني على الرغم أنه يسكن في الرقة مع عائلته منذ أكثر من 30عامًا، إلا أنه مسجَّل بدائرة النفوس’ التابعة للنظام بحمص.
وقامت عدد من المنظمات في الفترة الأخيرة بطباعة (وسم) في شوارع مدينة الرقة “الرقة بيت السوريين”، بعد شكاوى من النازحين القادمين للمدينة، كخطوة احتجاجية مبطَّنة على إجراءات الإدارة الذاتية، إلا أنه سرعان ما أُوقِف العمل به.
واجتمعت الإدارة الذاتية في السادس من هذا الشهر، بعد مطالبات عدة تلقتها لتخفيف الروتين والبيروقراطية التي ترافق إجراءات الحصول على (بطاقة وافد)، وستصدر تعليمات جديدة بهذا الخصوص، بحسب ما نقلت وسائل إعلام محلية.
ويعقب (مراد) على هذا الاجتماع: “دائمًا يجتمعون ويصدرون القرارات، إلا أنها لم تنفذ، هم يصدرون قراراتهم لامتصاص غضب الشارع، ولم نرهم تابعوا أي قرار أصدروه”.
وبحسب وكالة (هاوار)، أصدرت مديرية السجل المدني في الرقة خلال عام 2019 25688 بطاقة خاصة بالوافدين (كفالة)، من أصل 50 ألف بطاقة وإثبات أصدرتها المديرية في العام نفسه.