كيف ردَّ سكان الشمال السوري على إعلان النظام فتح معبر إنساني؟

باسل إسماعيل

0 441

 

أعلن النظام السوري عن افتتاح معبر الترنبة-سراقب شرقي إدلب يوم الإثنين الماضي بهدف استقبال النازحين الراغبين بالعودة إلى قراهم وبلداتهم في منطقة خفض التصعيد في أرياف حلب وحماة وإدلب، في حين نفت المعارضة السورية خروج أي شخص من المعبر في اليوم الأول من افتتاحه.

حيث قام النظام السوري بتجهيز طاقم طبي كامل مع عيادة متنقلة وسيارة إسعاف مجهزة لاستقبال الأهالي الراغبين بالعودة وتقديم الخدمات الطبية اللازمة عند الممر، إضافةً إلى استعداد الهلال الأحمر السوري لتقديم المساعدة للراغبين بالعودة وبوجود وسائل إعلام النظام التي طبَّلت وروَّجت لتلك الخطوة.

لمتابعة كل جديد اشترك في قناة صحيفة حبر على تلغرام اضغط هنا

صحيفة حبر أجرت العديد من اللقاءات مع بعض الأشخاص في المناطق المحررة شمال سورية، حيث اختارت عينة من كافة شرائح المجتمع لاستبيان آرائهم حول تلك الخطوة.

الأستاذ والشاعر (نور الدين الإسماعيل) المهجَّر قسريًا من مدينة كفرنبل يقول: “من الواضح كذب النظام بما يخص كلمة معبر إنساني؛ لأنه هو الذي شردنا وهجرنا فكيف يكون إنسانيًا؟! الهدف من المعبر إنعاش مناطق النظام اقتصاديًا بعد ما شهده من عقوبات قيصر وتدهور قيمة الليرة السورية.

أنا ضد أي تعامل مع نظام الأسد؛ لأن ذلك يعطيه شرعية ويطيل أمد وجوده لقتل الشعب السوري ويبدد حلم النازحين والمهجرين بالعودة إلى قراهم.”

اقرأ ايضاً:  روسيا تدين الغارات الأمريكية.. وبايدن يبدأ بأصغر الأهداف

أما الأستاذ والمحامي (محمد سلامة) المهجَّر من مدينة جرجناز فقال: “ترويج النظام لفتح معابر تحت اسم (إنسانية) هي لدواعي سياسية حتى يثبت للعالم بأنه يحمي المدنيين، علمًا أن كل النازحين واللاجئين سببها أعمال العنف الذي كان يمارسها النظام ضد المدنيين أنفسهم.”

وأضاف (سلامة) بأن “الفوارق بين مناطق المعارضة ومناطق النظام كبيرة جدًا من خلال المعيشة والأمن، ولا يمكن لعاقل أن يتخيل أن يعبُرَ مدنيون من مناطق المعارضة باتجاه مناطق النظام، بل على العكس من ذلك هنالك الكثير من المدنيين في مناطق النظام يدفعون مئات وأحيانًا آلاف الدولارات للوصول الى المناطق المحررة.

النظام بعيد كل البعد عن معنى الإنسانية، فهو من هجَّر وشرَّد ودمَّر وقتل السوريين في كل ربوع الوطن من خلال قصفهم بجميع أنواع الأسلحة كالطائرات والبراميل المتفجرة وراجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة باستهداف ممنهج للبنى التحتية من مدارس وأفران ومشافٍ بهدف قتل الحياة.”

بدوره الأستاذ (أحمد الصباح) المهجَّر من بلدة قمحانة بريف حماة الشمالي منذ عام 2014 بدأ حديثه ضاحكًا بسؤال: كيف لي أن أعود وأنا أشاهد الصور التي بثها إعلام النظام لوجود سيارات بجانب ما يسمى معبرًا إنسانيًا وهي مخصصة لنقل المعتقلين، فكيف لي أن أعود والمشهد الأول أمامي لسيارة معتقلين؟! كيف ستكون النهاية؟!

وتابع الصباح: “ليست المرة الأولى التي يروِّج فيها النظام لفتح معابر إنسانية، حيث سبقتها دعايات سابقة وجميعها باءت بالفشل؛ لأن الأحرار الذين خرجوا من ديارهم مكرهين لن يعودوا لبلداتهم وقراهم تحت سلطة الأسد من جديد، فالمعابر عبارة عن تمثيلية هزلية خطط لها الروس والإيرانيون ونفذها نظام الأسد بغباء شديد لا مثيل له.”

في حين قال الاستاذ (حسام الحسين) المهجَّر من منطقة معرة النعمان: “موضوع فتح المعابر من قبل النظام السوري هو قديم حديث لطالما تحدث به النظام، وفي كل مرة كان يتعرض للفشل؛ لأن من يعيش في مناطق المعارضة يرفض بشكل قاطع الذهاب إلى مناطق النظام مهما كانت الضمانات، والأهالي في المدن والبلدات الخارجة عن سيطرة النظام تعلم وترى وتعرف سوء الوضع الاقتصادي والمعيشي في مناطقه.”

ويضيف: “كل من ثار على النظام يرفض أن يعيش تحت حكم الأسد وعصابته، ومن هاجر أو نزح طوعًا أو كرهًا نتيجة القصف والاجتياح يفضِّل العيش في الخيام عن حكم الأسد، وقرار الغالبية أن لا عودة إلا برحيل نظام الأسد عن الحكم، والسياسة التي يتبعها النظام حول فتح المعابر والترويج لها عبر قنواته هي سياسة فاشلة.”

ورأى (الحسين) أن “ما سمَّاها أسطوانة المعابر الإنسانية هي رسالة للمجتمع الدولي وحاضنته لا أكثر، يريد من خلالها الظهور بمظهر المنتصر في معركة خاضها ضد ما يسميه الإرهاب أجبر خلالها ملايين السوريين على النزوح واللجوء هربًا من حكمه وبطشه.”

الناشطة والمحامية (حلا إبراهيم) المهجَّرة من مدينة حلب قالت: “مهزلة المعابر التي يعلن النظام عن افتتاحها كل فترة دعاية ساذجة عرفناها منذ أيام حلب الشرقية.

لا يمكن أن نتصور من حيث المبدأ أن نظامًا يقتل شعبه بكل الوسائل يصبح رحيمًا بشكل مفاجئ، والأمثلة كثيرة عن نازحين ومهجرين عادوا إلى مناطق سيطرة النظام خلال السنوات الماضية ولمسوا الكذب والخداع عن قرب بعد أن تعرضوا لأبشع أنواع التضييق واعتقل أبناؤهم وسيق آخرون إلى التجنيد.”

 

الناشط (باسل تناري) المهجَّر من مدينة معرة النعمان قال: “إن المناطق التي يريد النظام من الأهالي المهجرين العودة إليها لا تتوفر فيها أدنى مقومات الحياة، وبعض تلك المناطق فيها نسبة دمار مرتفعة بسبب القصف الجوي سابقًا وتم نهب ممتلكاتها من قبل الميلشيات الموالية للنظام.”

وأردف أن “القرى والمدن مازالت غير آمنة من الألغام ومخلفات الحرب، بالإضافة إلى تعدد جهات السيطرة من ميلشيات إيرانية وأخرى تابعة لروسيا، لذلك فإن النظام ليس صاحب القرار في تلك المنطقة.”

وسبق أن أعلن النظام السوري وروسيا خلال السنوات الفائتة فتح معابر إنسانية مع مناطق سيطرة المعارضة لاستقطاب مدنيين في محاولة لكسب مواقف إعلامية وسياسية لا سيما خلال العمليات العسكرية.

اترك تعليقا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط