أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن بلاده ستواصل مساعيها لرفع العقوبات المفروضة على سوريا، مشيرًا إلى أن هذه العقوبات لم تؤثر على نظام الأسد بقدر ما ألحقت ضررًا بالغًا بالشعب السوري.
وجاءت تصريحات لافروف خلال مؤتمر صحفي عقده في الدوحة عقب لقائه أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، حيث ناقش الطرفان مستجدات الملف السوري والتطورات الإقليمية، في وقت تشهد فيه سوريا مرحلة انتقالية حساسة بعد سقوط النظام السابق.
روسيا تصعّد مطالبها برفع العقوبات
خلال المؤتمر الصحفي، شدد لافروف على أن روسيا دعت في الأمم المتحدة إلى إلغاء العقوبات الغربية المفروضة على سوريا فورًا ودون شروط. وأوضح أن هذه العقوبات لم تنجح في إضعاف النظام السابق، بل فاقمت الأزمة الاقتصادية والإنسانية، مما زاد من معاناة السوريين العاديين.
وقال لافروف: “هذه العقوبات لم تضر ببشار الأسد ونظامه، بل أثقلت كاهل السوريين. سنواصل العمل مع شركائنا الدوليين لإلغائها، لأنها تُعيق جهود إعادة الإعمار وتمنع عودة اللاجئين”.
قلق روسي من خطر تفكك سوريا
وفيما بدا أنه تحذير مبطن من تصاعد النزعات الانفصالية في بعض المناطق السورية، أكد لافروف أن موسكو “مهتمة بضمان عدم انزلاق سوريا إلى صراع أهلي جديد بعد تغيير السلطة”، مشيرًا إلى أن بعض المناطق “تبدي رغبة في الانفصال عن الحكومة المركزية، وهو أمر قد يعقّد المرحلة الانتقالية”.
اقرأ أيضاً: تحذير أمريكي من محاولات إيران لإعادة ترسيخ نفوذها في سوريا
كما أشاد الوزير الروسي بعقد مؤتمر الحوار الوطني السوري، معتبرًا أنه يشكل “إطارًا ضروريًا لتوجيه المرحلة المقبلة نحو الاستقرار، وضمان مشاركة جميع القوى السياسية والعرقية والطائفية في مستقبل سوريا”.
موسكو ترفض التدخلات الخارجية في الشأن السوري
أكد لافروف أن القيادة السورية الجديدة تسعى إلى إدارة المرحلة الانتقالية داخليًا دون تدخلات خارجية، مشيرًا إلى أن موسكو تدعم هذا التوجه. وقال:
“نعلم أن الحكومة السورية، وهذا ما أكده لنا الجانب القطري، تريد تنفيذ الإصلاحات بشكل متوازن، بحيث لا يتم استخدام هذه العملية لخدمة الأجندات الجيوسياسية لبعض الأطراف الخارجية.”
وأضاف: “سوريا لم تعد ترغب في أن تكون ساحة لصراعات اللاعبين الدوليين، وتسعى لاستعادة سيادتها الكاملة دون فرض إملاءات خارجية.”
مباحثات روسية-أمريكية حول الملف السوري
جاءت تصريحات لافروف بعد أيام من انعقاد مؤتمر الحوار الوطني السوري في دمشق، الذي حظي بدعم من دول الخليج، والأردن، وإيران، وروسيا. وأكدت هذه الأطراف أن التسوية السياسية الشاملة هي الأساس لاستقرار سوريا في المرحلة المقبلة.
ومع استمرار الضغوط الغربية على موسكو ودمشق، تطرح هذه التطورات تساؤلات حول قدرة روسيا على تحقيق اختراق دبلوماسي في ملف العقوبات، خاصة في ظل العقوبات المفروضة عليها نفسها بسبب غزو أوكرانيا.