حيدر وردة، الملاكم السوري الموهوب، لم يكن لديه سوى الحلم والشغف اللذان أشعلا قلبه برياضة الملاكمة، ويتجلى عشقه للرياضة ورغبته في تحقيق النجاح في مسيرته الملاكمة منذ الصغر، وكانت الانطلاقة مع المنتخب السوري للملاكمة في عام 1999. لم يكن يعتبر الملاكمة مجرد رياضة، بل هدفًا يسعى جاهدًا لتحقيقه، وأصر على أن تكون رياضته خدمة للشعب السوري ورمزًا للثورة السورية.
– مرحبًا بك حيدر وردة، نحن سعداء لإجراء هذا اللقاء معك، قبل أن نبدأ، هل يمكنك أن تشاركنا بعض المعلومات حول نفسك؟
“شكرًا لكم على الفرصة. أنا حيدر وردة، ملاكم سوري وعضو في منتخب سوريا، أنا من محافظة حمص باب السباع “المريجي”. بدأت مسيرتي في الملاكمة مع المنتخب السوري عام 1999، وشاركت في العديد من البطولات الدولية في كازخستان، إيران، بلغاريا، إيطاليا، الأردن وغيرها. كنت أعمل أيضًا كشرطي في حمص.”
-هل كانت رياضة الملاكمة شغفًا وهواية بالنسبة لك؟ ومن أين جاءت الانطلاقة؟
” نعم، رياضة الملاكمة كانت شغفًا حقيقيًا وهواية لي. بدأت الانطلاقة مع المنتخب السوري للملاكمة في عام 1999، وربطت أهدافي بحبي للملاكمة. لم تكن الملاكمة مجرد لعبة رياضية بالنسبة لي، بل كانت هدفًا أسعى لتحقيقه منذ الصغر. كانت الطريق صعبة واحتاجت إلى تضحيات كبيرة وتدريبات شاقة، ولكنني لم أكن أبحث عن الماديات، بل كنت أسعى لتحقيق الهدف الذي أحبه.”
-هل واجهت موقفاً لا تنساه في مسيرتك الرياضية قبل الثورة السورية؟
“نعم، تعرضت لموقف في عام 2008 يظل في ذاكرتي حتى اليوم. كنت أشارك في بطولة الملاكمة في كازاخستان، وكلما قمت بضرب خصمي وأسقطته، كان الجمهور الكازاخستاني يصفق لي بحرارة، وكان السبب وراء ذلك حب الجمهور للملاكم الأفضل، في تلك البطولة، حققت العديد من الضربات القاضية وفزت بالبطولة التي لم أكن أتوقعها. بعدها، حققت المركز الثالث في بطولة بلغاريا عام 2009.”
– كيف كانت حياتك في سوريا خلال الثورة السورية؟
كانت حياتي في ذلك الوقت صعبة للغاية. قررت الانشقاق عن الشرطة المدنية في بداية الثورة عام 2011، ولكنني لم أعلن انشقاقي حتى ضمنت سلامة أفراد عائلتي وخروجهم من مناطق سيطرة نظام الأسد. في عام 2012، أعلنت انشقاقي بعدما خرجت من سوريا إلى الأردن وكانت تلك فترة صعبة، ولكن اضطررت لاتخاذ تلك الخطوة لضمان سلامة أفراد عائلتي.
– كيف وصلت إلى ألمانيا وما هي الظروف التي تعرضت لها خلال الرحلة؟
“بعد أن غادرت الأردن لتلقي العلاج بسبب إصابتي، غادرت كلاجئ إلى تركيا عبر البحر مثل العديد من السوريين الآخرين ومن تركيا، واصلت رحلتي بحثًا عن حياة أفضل، وصلت في النهاية إلى ألمانيا حيث أقمت هناك وخلال الرحلة، تعرضت للكثير من التحديات والصعاب، لكنني كنت مصممًا على مواصلة رحلتي.”
-المؤسسات الرياضية للحكومة السورية المؤقتة، هل أنت راض عن أدائها في رعاية الرياضة والرياضيين؟ مثل التواصل وتنظيم البطولات والدعم والتمثيل.
“بالنسبة للحكومة المؤقتة، قد تلقيت عروضًا عدة للانضمام إلى الفرق الرياضية التابعة لها، ولكني رفضت هذه العروض. كنت أصر على أن أظل لاعبًا مستقلاً يخدم الشعب السوري الحر فقط. ومع ذلك، انضممت إلى الرياضيين الأحرار في الداخل السوري لأنهم يمثلون الصورة السورية. تعهدت برفع علم الثورة السورية في المنافسات الرياضية الدولية حول العالم، فأنا ثوري وأعمل لخدمة أهل الثورة. كنت صديقًا مقربًا جدًا للشهيد عبد الباسط الساروت، منشد الثورة، وكنت أظهر الظلم الذي يتعرض له الشعب السوري عبر الظهور التلفزيوني في العديد من القنوات في عام 2013.”
-كيف تقيم ظهور العديد من المواهب السورية في مختلف المجالات، بما في ذلك المجال الرياضي، بعيدًا عن سلطة النظام السوري؟
” السوريون كانوا ومازالوا متفوقين في العديد من المجالات، حتى بالرغم من كل الصعاب التي واجهوها. لقد تحدوا الظروف ونجحوا في مجالات الدراسة والرياضة والثقافة وغيرها، بسبب تمتعهم بالحرية التامة والمطلقة التي حُرِموا منها في حكم نظام الأسد.”
– قد حققت العديد من البطولات في مسيرتك، هل يمكنك أن تشاركنا ببعض هذه الإنجازات؟
” بالتأكيد، حققت العديد من البطولات التي رفعت فيها علم الثورة السورية وفزت ببطولات في زارلندا بألمانيا، وثمة بطولات في إيطاليا وفرنسا ولوكسمبورغ. كما حققت بطولة العالم للملاكمة عندما هزمت خصمي الإيطالي، وفزت ببطولتين في رياضة الكيكبوكس وأربع بطولات في الملاكمة الاحترافية بالضربة القاضية. حاليا، أنا متأهل لبطوة الاحتراف الآسيوية للحزام الذهبي، وبعدها سأشارك في بطولة الاحتراف العالمية.”
في الختام، هل لديك رسالة تود أن توجهها؟
“أود أن أهدي رسالتي لشهداء الثورة السورية، أدعو لهم بالرحمة وأتمنى النصر والفرج للشعب السوري الأعزل. أيضًا، أعزي أمهات الشهداء وأتمنى أن يأتي النصر قريبًا على طاغية الشام.”