نفى اللواء فوزي المنصوري، مدير إدارة الاستخبارات العسكرية في القيادة العامة لـ”الجيش الوطني” الليبي، صحة الأخبار المتداولة عن هروب ضباط سوريين تابعين للنظام المخلوع إلى مدينة بنغازي عبر مطار حميميم بريف اللاذقية.
وفي تصريحات لصحيفة “الشرق الأوسط”، وصف المنصوري هذه الأنباء بأنها “شائعات فيسبوكية غير صحيحة”، مشيراً إلى أن الهدف منها هو “خلط الأوراق وزعزعة استقرار الدول”.
تحليل سياسي: هروب الضباط إلى ليبيا غير منطقي
من جهته، اعتبر الباحث والمحلل السياسي الليبي محمد امطيريد أن الحديث عن هروب 60 ضابطاً سورياً إلى بنغازي “غير منطقي”، مشيراً إلى أن الاختلافات الطائفية والجغرافية تجعل من بنغازي وجهة غير مرجحة لهؤلاء الضباط. وأضاف: “إذا كان هناك فعلاً هروب، فمن الطبيعي أن تكون الوجهة إيران، نظراً للتقارب العقائدي والقرب الجغرافي”.
اقرأ أيضاً: الحكومة الانتقالية تعدّل المناهج وتلغي عقوبات بحق العاملين…
اتصالات دبلوماسية لتعزيز التعاون السوري الليبي
وعلى صعيد آخر، أكدت مصادر في الخارجية السورية أن وزير الخارجية والمغتربين، أسعد الشيباني، تلقى اتصالاً هاتفياً من وزير الدولة للاتصال والشؤون السياسية الليبي، وليد اللافي.
وأشارت المصادر إلى أن اللافي نقل رسالة من رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية تؤكد موقف ليبيا الداعم للشعب السوري وللحكومة السورية الجديدة.
وأكد اللافي خلال الاتصال حرص ليبيا على تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين من خلال تبادل الوفود وتطوير التعاون في مختلف المجالات.
كما شدد على أهمية التنسيق المشترك في القضايا الإقليمية، بما يخدم المصالح المشتركة ويعزز الاستقرار في المنطقة.
من جانبه، أعرب الوزير الشيباني عن تقديره للموقف الليبي، مشيراً إلى الروابط الأخوية التي تجمع الشعبين، وأبدى تطلع سوريا إلى مزيد من التعاون والتنسيق مع الحكومة الليبية.
تقارير دولية: روسيا تعيد نشر قواتها ومعداتها
في سياق متصل، نشرت صحيفة “وول ستريت جورنال” تقريراً يفيد بأن روسيا قامت مؤخراً بسحب عتاد عسكري متطور من قواعدها في سوريا ونقلته إلى ليبيا. وأكد التقرير، نقلاً عن مسؤولين أميركيين وليبيين، أن طائرات شحن روسية أجرت عدة رحلات إلى قاعدة الخادم الجوية شرق بنغازي، التي يسيطر عليها اللواء خليفة حفتر.
وشملت المعدات المنقولة أنظمة دفاع جوي متطورة مثل منظومات “إس-300″ و”إس-400”. كما أظهرت التقارير أن روسيا تدرس تطوير منشآتها العسكرية في مدينة طبرق لاستيعاب السفن الروسية، دون وضوح ما إذا كانت هذه المعدات ستظل في ليبيا أو ستُنقل لاحقاً إلى روسيا.
انسحاب الميليشيات الإيرانية من سوريا
على جانب آخر، أفادت مصادر أن روسيا نقلت 4 آلاف مقاتل تابعين لإيران من قاعدة حميميم إلى إيران بناءً على طلب من طهران. كما أكدت انسحاب عشرات المجموعات الشيعية الموالية لإيران من مناطق عدة في سوريا، متجهة إلى لبنان والعراق، بالتزامن مع تقدم الفصائل المعارضة وسيطرتها على مواقع استراتيجية كانت تتمركز فيها تلك الميليشيات.
بين النفي الليبي لتقارير الهروب والأنباء عن إعادة انتشار القوات الروسية في المنطقة، يبقى الوضع في سوريا وليبيا انعكاساً للتغيرات الجيوسياسية السريعة. ومع التحركات العسكرية والدبلوماسية الجارية، يبدو أن استقرار المنطقة يتطلب مزيداً من التنسيق والتعاون بين الأطراف الفاعلة.