ماذا لو انحازت روسيا إلى مطالب الشعب السوري!

يحيى مكتبي

981

يحيى مكتبي – عضو الهيئة السياسية في الائتلاف الوطني السوري | 

مرّت في الثلاثين من الشهر الفائت الذكرى السابعة لبدء مشاركة روسيا العسكرية المباشرة في الحرب المفتوحة على الشعب السوري، التي قام بها نظام الأسد المجرم منذ 2011، وتزامنت الذكرى مع غوص روسيا في المستنقع الأوكراني.

وقد استخدم الجيش الروسي الذي يعد ثاني أقوى الجيوش في العالم في مشاركته العدوانية تلك، كافة أنواع الأسلحة الثقيلة من الطيران الحربي المتطور والصواريخ والمدفعية وغيرها من الأسلحة التي تعدّ الأشد فتكاً والأكثر تدميراً، وبعضها محرمٌ دولياً كالقنابل العنقودية.

من دون شك فإن دخول روسيا على خط المواجهة العسكرية ودعمها لنظام الأسد المتهالك الذي كان يترنح تحت ضربات فصائل الجيش الحر، قد غيّر موازين القوى وخارطة المشهد الميداني.

ولم يتوقف الدعم الروسي لنظام الأسد المجرم عند دخول المؤازرة العسكرية بل تعداه إلى الدعم السياسي، من خلال الدفاع عن جرائم نظام الأسد في المحافل الدولية، وكانت ذروة هذا الدعم السياسي باستخدام روسيا لحق النقض “الفيتو” 17 مرة في مجلس الأمن ضد مشروعات قرارات تعرّي إجرام نظام الأسد من جهة، ومن جهة أخرى تصبّ في مصلحة الشعب السوري وتخفف جزءاً من المعاناة الإنسانية الكارثية عنه.

إضافة إلى ما سبق، تستمر المحاولات الروسية لإعادة تأهيل نظام الأسد بشتى الوسائل وتلميع صورته البائسة التي تقطر دمَ مئات الآلاف من السوريين الأبرياء.

بعد هذا الاستعراض لموقف روسيا العدائي من ثورة الشعب السوري ربما يخطر في بال البعض منا: ماذا لو انحازت روسيا إلى مطالب الشعب السوري المحقّة ودفعت باتجاه عملية سياسية حقيقية على أرضية القرارات الدولية، توقف من خلالها القتل والدمار والتهديم وتفتح أفقاً جديداً يسمح للسوريين باختيار من يحكمهم، وتبني مع الشعب السوري شراكة تضمن مصالح الطرفين؟ فنحن ندرك أن علاقات الدول مبنية على المصالح المشتركة.

أليس هذا الخيار أفضل من المراهنة على حصان خاسر وهو نظام الأسد الذي تنتظره آلاف القضايا ليحاكم على جرائمه التي تعد جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية؟!

أليس بناء الشراكات على أسس الاحترام المتبادل أفضل من احتلال البلدان؟!

روسيا دعمت بكل قوة نظام الأسد المجرم، ولم تحقق المكاسب السياسية والاقتصادية التي تطمح إليها في سورية، فهل بالإمكان للقيادة الروسية أن تجري إعادة تقييم لموقفها من الملف السوري وتفعل ما ينبغي فعله؟ الوقت لم يفت على هذه المراجعة وهي في الملعب الروسي.

الشعب السوري اليوم ينظر إلى روسيا كقوة احتلال غاشمة مشاركة في قتله وسفك دمه وسيجد ألف طريقة وطريقة لمقاومة الاحتلال، فلقد أثبتت تجارب الشعوب عبر التاريخ القريب والبعيد أنه لا بقاء لمحتل مهما طال الزمان، وسيدحر عاجلاً أو آجلاً جاراً وراءه ذيول الخيبة والخذلان، وأن الشعوب هي الباقية والمتجذرة والمحتل إلى زوال.

 

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط