متلازمة ستوكهولم و سبع عجاف

قتيبة عبد الجواد

0 344

تابعنا بقرف مسرحية الانتخابات الممجوجة التي أشرف على إخراجها مجلس الدمى، فأطل علينا كراكوزه حمودة ليعلن فوز القاتل بسبع سنين عجاف أخرى تفوح منها رائحة الموت والتشري

 

قتيبة عبد الجواد

تابعنا بقرف مسرحية الانتخابات الممجوجة التي أشرف على إخراجها مجلس الدمى، فأطل علينا كراكوزه حمودة ليعلن فوز القاتل بسبع سنين عجاف أخرى تفوح منها رائحة الموت والتشريد.

ليس عجبًا فوز أسد بانتخابات الرئاسة، فهذا ما تعودنا عليه منذ خمسين سنة عندما سرق أبوه السلطة بأمر دبر بليل بمباركة دولية، وكالعادة سِيق الموظفون وطلاب الجامعات إلى مراكز الاقتراع سَوق النعاج بذل ومهانة، لينتخبوا قاتلهم ومشردهم ومجوِّعهم، ليفوز بنسبة فلكية تعدت في استفتاءات المقبور 127%.

لا ننكر وجود بعض من المشاركين المغلوب على أمرهم، فهؤلاء انتخبوه تحت سلطة الحديد والنار، لكن العجب كل العجب ممَّن نزل أو نزلت إلى الساحات يعيث فيها رقصًا ودبكًا ونخًّا بكامل إرادته وحريته، ليدعم من عذَّبه وشرَّده وأهانه ودعس على كرامته جيئةً وذهابًا.

لمتابعة كل جديد اشترك في قناة صحيفة حبر على تلغرام اضغط هنا

يقول أحدهم: “رأيت من خلال الصور والفيديوهات رجلًا شارك في الانتخابات الهزلية وقد قتل بشار زوجته وأخته وولده.

وزميلةً في العمل سابقًا تهتف (بالروح بالدم ..) وقد مات ابنها شنقًا من قبل اللجان الشعبية العلوية على أطراف مدينتنا.

وصديقًا قديمًا فقد إخوته الأربعة ما بين شهيد ومعتقل وهو يعمل ليل نهار على خدمة هذا النظام.

ولن أكمل بقية السرد عن قادة ألوية ورؤساء مجالس محلية قد جمعتنا بهم أيام الحصار الصعبة ماذا يفعلون الآن!!

أحاول أن أجد لهم عذرًا ولم أجد رغم الأعذار الكثيرة في الداخل المحتل.”

وقد درس علماء النفس هذه الحالة المحيِّرة بين الضحية والجلاد، وأطلقوا عليها: (متلازمة استوكهولم)، وهي “ظاهرة نفسية تصيب الفرد عندما يتعاطف أو يتعاون مع عدوه أو مع من أساء إليه بشكل من الأشكال، أو يُظهر له علامات الولاء له مثل أن يتعاطف المُختَطَف مع المُختَطِف، وتتعاطف الضحية مع القاتل، حيث تُظهر فيها الضحية التعاطف والانسجام والمشاعر الإيجابية تجاه القاتل أو المعذِّب، وتصل درجةَ الدفاع عنه والتضامن معه، وتقوم (بانتخابه) ليستمر بتعذيب ضحيته وإذلالها.

اقرأ أيضاً:  انقطاع الدعم عن مركز زردنا الصحي يهدد 40 ألف نسمة

هذه المشاعر تعدُّ بشكل عام غَيْرَ منطقية ولا عقلانية في ضوء الخطر والمجازفة اللتين تتحملهما الضحية، إذ إن الضحية تفهم بشكل خاطئ عدم الإساءة من قبل المعتدي إحسانًا ورحمة.

ويمكن عدُّ متلازمة ستوكهولم نوعًا من الارتباط الذي له علاقة بالصدمة، ولا يتطلب بالضرورة وجود حالة خطف، فهو ترابط عاطفي قوي يتكون بين شخصين أحدهما يضايق ويعتدي ويهدد ويضرب ويخيف الآخر بشكل متقطع ومتناوب.

إحدى الفرضيات التي تفسر هذا السلوك، تفترض أن هذا الارتباط هو استجابة الفرد للصدمة وتحوله لضحية. فالتضامن مع المعتدي هو إحدى الطرق للدفاع عن الذات. فالضحية حين تؤمن بأفكار وقيم المعتدِي نفسها، فإن هذه الأفكار والتصرفات لن تعدها الضحية تهديدًا أو تخويفًا.”

إن من شارك في مهزلة الانتخابات وأدلى بصوت سيُحمل لاحقًا بسيارة الزبالة ويُلقى في مكبات القمامة؛ لأن النتيجة تصدر من أروقة القصر الجمهوري قبل البدء بمسرحية الانتخابات، إنما يُعطي المجرم صك قتل لسبع عجاف من الإجرام والتشريد، سيصحو أولاء الخانعون غدًا ليبحثوا عن موطئ قدم لهم في طوابير الخبز والغاز والبنزين،

ويكملوا حياة الذل التي بصموا عليها بالدم.

وأقصى ما يستطيعون القيام به هو استجداء جيفة المقبور لينقذهم من جحيمهم الذي اختاروه طوعًا أو كرهًا وتضج وسائل التواصل الاجتماعي بهاشتاغ “قم يا أبا الحقراء”

نسأل الله ألَّا تتم هذه السبع إلا ويغيثنا الله بفرج منه ونصر قريب.

اترك تعليقا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط