إن الاهتمام بالكتاب والثقافات الإسلامية والاجتماعية وغيرها أصبح أمراً مُلاحظاً بل جزءاً لا يتجزأ من واقع المحرر، وبعد النجاح الذي حققه المعرض الأول للكتاب السنة الفائتة في مدينة إدلب، حرصت مديرية الثقافة بالتعاون مع إدارة الشؤون السياسية على إقامة معرض للكتاب اليوم الخميس الموافق الثامن عشر من شهر آب ، يتفوّق المعرض على سابقه من وجهة نظر زوارٍ كثر أعربوا عن مدى إعجابهم به، لا سيما أنَّ المعرض هذه المرة قد ضم أكثر من أربعين ألف كتاب من مختلف التصنيفات والاهتمامات، ليس ذلك فحسب، بل شاركت في هذا المعرض دور نشر من تركيا، كما لم تغِب عن الساحة دور ريف حلب الشمالي، لذلك فقد كان المعرض واسع النطاق.
(دار فكر) أحد دور النشر التي تشارك في معرض الكتاب للمرة الأولى، يقول السيد خليل الأمين مدير الدار: لعل الهدف الرئيسي من المشاركة البرهنة على عمران الحياة الثقافية في المحرر، وبرأيي فإن أهالي المحرر مرحبين بالفكرة بشدة، ودليل ذلك هو الأعداد التي تتوافد إلى المعرض.
وعن العوائق التي تواجهها الدور في مشاركتها قال: لم تواجهنا أية عوائق خاصة، لكن في الحقيقة لا يخفى أن معارض الكتاب في كل أنحاء العالم تعتبر مهرجان معرفي مفتوح تتشارك فيه دور النشر من كل عواصم العالم، لكن في إدلب الوضع مختلف تماماً، فبسبب العزلة السياسية والحصار المفروض عليها اقتصرت المشاركات في المعرض على دور النشر المحلية، أما مشاركة دور النشر التركية فأعتقد أنها مشاركة خجولة نوعاً ما.
مدير مديرية الثقافة الدكتور عادل حديدي عبّر لصحيفة حبر عن تميّز هذا المعرض عن سابقه قائلاً: “ما يميز المعرض هو مشاركة أوسع لدور النشر ومستوى التنظيم الكبير وتنوع الفعاليات فيه”.
صحيفة حبر استطلعت آراء زوار المعرض فمنهم “هبة العبدو” تقول: “العدد الهائل من الزوار مبشر جداً، على أمل أن تعود الأمة الإسلامية كسابق عهدها، وأن ينهض المجتمع بفئة مثقفة”.
الشيخ محي الدين الطه شارك صحيفة حبر بكلمة قال فيها: “هذه صورة لهذا العالم أننا في توازن ونهضة معرفية ونسعى ببناتنا وشبابنا أن يكونوا قادة”
وعن الأوضاع المعيشية المصاحبة للمعرض يرد: كما يسعى الإنسان للقمة بطنه يسعى لأمان عقله ولسيادته، فنسعى جاهدين لتأمين الكتاب بسعر منخفض.”
شاركت شركة ميدلب للكتب الطبية المعرض؛ وقد أفاد عضو الفريق السيد “معن بكور” لصحيفة حبر قائلاً: “تخصصنا في الكتب الطبية التي تفيد الكوادر الطبية في الشمال السوري، وهذه الكتب ترفع من قيمة المحتوى العلمي، أدخلنا أكثر من ٢٥٠٠ كتاب علمي طبي باللغتين العربية والانكليزية”
ولم يقتصر المعرض على حضور الكتب والقصص والروايات فقط، بل قامت لجنة التنظيم بإنشاء جناح خاص بعرض الرسومات والمجسمات والخط العربي، ولاقى الجناح إقبالاً واسعاً.
صحيفة حبر التقت أحد فناني المحرر السيدة سلام حامض من جسر الشغور والتي شاركت في معرض الرسم قائلة: “بدأت الرسم من الطفولة، وكانت موهبة فطرية، ثم باباً للتفريغ والترويح عن النفس، معظم لوحاتي ثورية وشاركت بجداريات ورسومات كاريكاتير وغير ذلك، ولعل أكثر ما تسعى ريشتي لرسمه هو معاناة المعتقلين”
ومن الخطاطين الذين تواجدت عبارات أقلامهم في المعرض السيدة عفراء نعمة، التي عبرت لصحيفة حبر عن سعادتها في المشاركة: “الخط العربي فن إسلامي تُعرف أنواعها على حسب زمانها، واخترت خط الرقعة في لوحتي لأنه مأخوذ من الخط الديواني ولكن بحروف أصغر، وجاء هذا الخط من ديوان الملوك ويُعتَمد للملوك والسلاطين.”
لينتقل بنا مشرف معرض المجسمات إياد العمر إلى لفتة ثورية ليقول: “حرصنا على المشاركة بمجسمات تعبّر عن كافة المناطق كتذكار للمناطق السورية المحتلة، هذه مبادرة تصوّر واقعنا المعاكس تماماً لأقاويل العالم في الخارج على أننا منطقة إرهاب وما شابه”
لذلك فإن هذا المعرض صورة واضحة على النهضة الثقافية والفكرية في المحرر، وعلى اليقظة التي ستطلق شرارتها يوماً لتسترد كل حق، فحتى الأطفال كان لهم وجود لا يُستهان به.