مربُّو النحل في إدلب.. تكاليف مرتفعة وإنتاج ضعيف

عبد العزيز عنان

0 551

 

تمتاز مدينة ادلب بتنوع الأشجار المثمرة وغناها بالمواسم الزراعية التي تعدُّ بيئة مناسب جدًا لتربية النحل، الذي بدوره ينتج أنواعًا ممتازة من العسل كانت تصدّر إلى دول الخليج وبعض الدول العربية بأسعار باهظة الثمن بحسب نوع العسل مع تسميته بالزهرة التي تغذى عليها، وكانت مدينة إدلب في صدارة مدن سورية في تربية النحل وفق إحصائيات سابقة للنظام.

أسباب تراجع تربية النحل بإدلب:

إلا أن تربية النحل بدأت بالانحدار والتدهور بعد اندلاع الثورة السورية، وعلى مدى سنواتها العشر خسرت مدينة إدلب ترتيبها الأول على مستوى سورية، وبدأت تتذيل الترتيب على مستوى سورية، إذ تراجعت تربية النحل في محافظة إدلب لأسباب كثيرة أهمها تردي الوضع الأمني في سورية وقصف قوات النظام بداية على قرى ومدن إدلب انتهاء بسيطرته على مساحات شاسعة من الأراضي التي كانت تعدُّ موطنًا رئيسًا للنحل، مثل منطقة (معرة النعمان، كفرنبل، وجرجناز، وسهل الغاب، وسراقب) وغيرها من المدن التي سيطرته عليها قوات النظام.

وللحديث أكثر عن العقبات التي تواجه مربي النحل التقت صحيفة حبر بالنحال (أبو عمر) من بلدة (جرجناز) المشهورة بتربية النحل وإنتاج العسل، وقد وضح الأسباب التي تقف وراء تدهور تربية النحل وإنتاجه للعسل ويقول: أبو عمر “انحسار مساحات الأراضي الزراعية  المناسبة لوضع خلايا النحل فيها بعد تقدم قوات النظام في ريف إدلب والسيطرة عليها، وحالات النزوح التي أثرت بشكل كبير جدًا على مربي النحل، كل ذلك دفعهم إلى بيع خلاياهم بأسعار بخسة لبعض التجار الآخرين، فضلًا عن ارتفاع أسعار الأدوية التي تتعلق بأمراض النحل وربطها بالدولار وارتفاع أسعار المحروقات التي حدت من تنقيل المناحل إلى مناطق أخرى، وخطورة بعض المناطق التي كانت من أهم المراعي لتربية النحل مثل ريف اللاذقية والغاب.

هذه الأسباب أثرت بشكل كبير جدًا على أنواع نادرة مثل (كارينيكا، الوغوستيكا، وبيك فاست، والكارنيولي) وهو من أنواع القليلة والنادرة وذات الإنتاج الوفير من العسل، هذه الأسباب وغيرها دفعت ببعضها إلى الموت.”

أنواع العسل وأسعاره:

يضيف (أبو عمر) أن “إنتاج العسل هذا العام قد انخفض إلى مستويات متدنية، قياسًا بالسنوات الماضية، ولم تعدُّ هذه المصلحة تجلب همها، حسب قوله، ودفعت الكثير من مربي النحل إلى العمل بمهن أخرى وترك مهنتهم.

اقرأ أيضاً: درعا إلى الواجهة من جديد

ومن المصاعب أيضًا هي صعوبة تصريف منتج العسل في المناطق المحررة لأسباب كثيرة منها ارتفاع سعر الكيلو إلى 12دولارًا أمريكيًا، أي ما يعادل 100 ليرة تركية، وهو مبلغ مرتفع جدًا بالنسبة إلى الوضع المعيشي لسكان المحرر، والأمر الآخر انتشار ظاهرة العسل المغشوش وبيعه على أنه عسل طبيعي، الأمر الذي أفقد الأهالي الثقة في العسل المنتشر في المحال التجارية.

وبالنسبة إلى أنواع العسل، يوضح (أبو عمر) أن أفضل انواع العسل هو عسل (الشوكيات، والسدر)، وقد انخفض مستوى إنتاج هذا النوع من العسل بسبب فقدان الأراضي الزراعية التي تحتوي على أصناف هذا الأشجار.

فيما يتركز قسم كبير من المناحل في المحرر على أطراف مدينة (بنش) بريف إدلب الشرقي، لاحتوائها على مساحات كبيرة من الأراضي المزروعة بالبهارات والبقوليات التي يتغذى عليها النحل لإنتاج عسله.

لمتابعة كل جديد اشترك في قناة صحيفة حبر على تلغرام اضغط هنا

يأمل (أبو عمر) وغيره من مربي النحل إلى استقرار الأوضاع، وعودتهم إلى جني المحاصيل الوفيرة من العسل لمساعدتهم على تأمين لقمة العيش، في ظل حالة ركود اقتصادي ومعيشي يشهده الشمال المحرر.

 

اترك تعليقا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط