مزارعو الزيتون في إدلب…صعوبات كبيرة وقلة في الإنتاج

بقلم: سارة سعد

1٬455

يواجه مزارعو الزيتون في محافظة إدلب صعوبات كبيرة لا سيما الذين يملكون أراض زراعية قربية من قوات النظام ما أثر بشكل سلبي على الإنتاج وكبّدهم خسائر فادحة هذا العام.

ويملك أبو محمد النيربي أرضاً زراعية في بلدة النيرب شرقي إدلب تبلغ مساحتها نحو خمس هكتارات من أشجار الزيتون لكن قربها من قوات النظام جعلته يبدأ بعملية القطاف بشكل مبكر ما أدى إلى قلة الإنتاج.

و قال أبو محمد في مقابلة خاصة لصحيفة حبر: إن الإنتاج هذا العام قليل جداً مقارنة مع الأعوام السابقة حيث بلغ خمسون تنكة من زيت الزيتون بينما كان يحصل عل مئة تنكة خلال الأعوام السابقة مشيراً إلى أنه اضطر إلى قطافه بشكل مبكر ليتخلص من السرقات الموجودة في المنطقة.

 

ويضيف أن هناك عدة صعوبات واجهتهم خلال عملية القطاف كصعوبة الاتفاق مع العمال على الأجور ومطالبتهم بأجور مرتفعة تصل للضعف نظراً لخطورة المنطقة.

من جهته يوضح سعيد أبوعبدو أحد مزارعي الزيتون في بلدة سرمين شرقي إدلب أن تأخر المطر هذا العام أثّر على جودة الزيتون ومذاقه أما بالنسبة للإنتاج فإنه جيد مقارنة مع العام الماضي.

تفشي ظاهرة عمالة الأطفال بشكل كبير في دمشق

وأجبرت قلة فرص العمل الكثير من الشباب للعمل في ورشات قطاف الزيتون للحصول على لقمة عيشهم رغم تخوفهم لكبير من عمليات القصف الممنهجة علماً أن أرضه الزراعية تبعد 7 كيلو متراً فقط عن قوات نظام الأسد.

ويؤكد المهندس الزراعي موسى البكر في محافظة إدلب أن أشجار الزيتون تأثرت بشكل كبير خلال السنوات الأخيرة نظراً لانحسار كميات الأمطار وتغيير زراعة أشجار الزيتون واستبدالها بمزروعات أخرى، وغلاء الأسمدة وعدم فعاليتها بشكل كامل ، موجهاً عدة نصائح كتقليم الأشجار بشكل متوازن للحصول على مردود مرتفع.

ويشير المتطوع محمد سامي المحمد – مسؤول برنامج إزالة الذخائر غير المنفجرة في الدفاع المدني السوري إلى أن الهجمات المستمرة لقوات النظام وروسيا على مناطق شمال غربي سوريا تهدد حياة المدنيين وتبث الذعر بينهم وتفرض حالة من عدم الاستقرار في المنطقة وتحرم المدنيين من عيش حياتهم الطبيعية ومن العمل في مزارعهم وجني محاصيلهم الزراعية، حيث وثقت فرقهم مقتل مدني أثناء عمله بقطاف الزيتون، جراء انفجار لغمٍ في قرية كفرتعال غربي حلب، يوم الجمعة 18 تشرين الثاني 2022.

اضغط هنا لمتابعة صفحتنا على فيسبوك

كما وثقت منذ بداية العام الحالي 2022 وحتى اليوم  مقتل 26 شخصاً بينهم 12 طفلاً، وإصابة 28 آخرين بينهم 19 طفلاً وامرأة في 28 انفجار لمخلفات الحرب في شمال غربي سوريا.

وتقوم فرق متخصصة في الدفاع المدني السوري في التعامل مع مخلفات الحرب وهي أحد أخطر الخدمات وأصعبها كما تعمل الفرق التابعة لمراكز إزالة الذخائر غير المنفجرة على حملات توعية مستمرة للمزارعين والعاملين بقطاف الزيتون لزيادة الوعي والمعرفة حول الذخائر غير المنفجرة وأشكالها ومدى الضرر الذي تحدثه إذا انفجر إحداها.

ويبدأ موسم قطاف الزيتون في محافظة إدلب منذ بداية تشرين الثاني و حتى نهاية شهر كانون الأول موفراً فرص عمل للكثير من الشباب والنساء على الرغم من تدني الأجور ومتاعب العمل.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط