مشاريع دعم وتمكين المرأة.. بعد عقد من الثورة بارقة أمل للنساء السوريات

 أحمد الاسماعيل 

1٬221

بعد مرور أكثر من 11 عاماً على الثورة السورية، مرّت النساء فيها بالكثير من الظروف القاسية فقدن خلالها المعيل لهن وواجهن العنف بكل اشكاله إلى جانب حرمانهن من التعليم نتيجة النزوح المستمر والتهجير، مما أقرّ ضرورة وحتمية إنشاء مشاريع مناصرة وتمكين النساء لإعانتهن على النهوض من جديد، وتجاوز جميع العقبات المجتمعية والنفسية والاقتصادية التي تحول بين النساء السوريات ومستقبلهم وحريتهن.

في الواقع السوري الحالي، كان لمراكز حماية المرأة في شمال غرب سورية نسبة نجاح كبيرة في تقديم الدعم المهني والنفسي للكثير من الفتيات والنساء لتكنّ قادرات على الدفاع عن أنفسهن ومعرفة حقوقهن والاعتماد على ذواتهن في إعالة أسرهن، حيث كانت الأم والأب والعامل والمعيل في آنٍ واحد.

وفي واقع المرأة السورية، خصوصاً المعنفات منهن ومن تعرضوا لظروف نفسية وجسدية قاهرة لا بد من سد متطلبات هذه الفئة من النساء ومساعدتهن وتطويرهن وتمكينهن في المجتمع من جديد، ومحاولة خلق الفرص المناسبة كي تعود المرأة السورية إلى حياتها بعد الكم الهائل من الضغوط التي تعرضت لها نتيجة الحصار أو الجوع أو الاعتقال أو حتى العنف الأسري.

نحن في برنامج إحسان للإغاثة والتنمية وهي إحدى مؤسسات المنتدى السوري عملنا عبر عدة مشاريع تنموية بالإضافة إلى المراكز  المتنوعة المنتشرة في شمال غرب سوريا وإدلب، كمركز إبداع المرأة على تقديم الخدمات لشريحة واسعة من النساء من عمر 13 سنة فما فوق كونها الحلقة الأضعف في المجتمع بعيداً عن التمييز العرقي أو الجنسي أو الطائفي، بالإضافة إلى  رفد النساء بتدريبات متنوعة تساعدهم على العمل والإنتاج وتحسين حياتهم بصورة عامة، مثل: (الإسعافات الأولية وقيادة الحاسوب وتعلم اللغات إلى جانب الحرف اليدوية كالخياطة وحياكة الصوف وإعادة تدوير الأدوات).

كمشرفين على هذه المشاريع التنموية التي تدعو لتمكين المرأة السورية، نحن نعمل فترات زمنية محددة وضمن خطة استراتيجية واضحة يتم فيها دراسة احتياجات المستفيدات من خلال تعبئة استبيانات قبلية وبعدية لدعمهن بمشاريع صغيرة تتوافق مع رغباتهن بعد تهيئتهن لدخول سوق العمل.

إن تمكين النساء في مناطق الشمال السوري له دور أساسي في عملية التغيير المتعلقة بتحسين نوعية الحياة على المستوى الشخصي والمجتمعي لتطوير مهاراتهن الحياتية في ظل غياب المعيل كالأب أو الزوج نتيجة الوفاة أو السفر أو الاعتقال أو الاختفاء القسري، وهذا ما نسعى إليه ضمن مركزنا الذي يعمل على استقبال 400 مستفيدة شهرياً في التدريبات المتنوعة، عبر تشجيعها على التسجيل من خلال تأمين وسائل النقل وتوفير الرعاية لأطفالها الرضّع بشكل مجاني لتصبح قادرة على تحمل المسؤولية وتصحيح بعض المفاهيم الخاطئة التي تقف عقبة في وجه تطورها ومشاركتها العملية في المجتمع من جديد.

وفي السنوات الأخيرة و نظراً لظروف الحرب التي مرت بها المنطقة بات من الملح إنشاء مراكز الحماية لتكون بمثابة ملجأ آمن للنساء للتخفيف من ضغوطات الحياة من حولهم عبر تلقيهم خدمات الدعم النفسي والاجتماعي والتمكين المهني لتحقيق الشعور بالطمأنينة والأمان، حيث يستقبل المركز سنوياً ما يقارب 3000 مستفيد ومستفيدة عبر رفدهم بالخدمات الداخلية والخارجية إلى جانب تقديم خدمات التوعية التي تشمل كافة شرائح المجتمع من “نساء، رجال، يافعات، يافعين، ذوي احتياجات خاصة” دون أي شروط في سبيل تذليل الصعوبات التي تواجههم ليكونوا حجرة أثاث في التغيير المجتمعي وتحقيق العدل والسلام لكافّة النساء.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط