بينما كانت (أم عبدو) ذاهبة لشراء الخضار، صادفت إعلانًا لمنظمة (أمل) للإغاثة والتنمية، يتضمن دورة لتعليم صناعة الألبان والأجبان.
تقول (أم عبدو): “لفت انتباهي إعلان هذا التدريب، فقررت التسجيل به وتمنيت أن يتم قَبولي؛ لأنني كنت بحاجة ماسة إلى حرفة أتعلمها لأعيل أطفالي الثلاثة بعد فقدان والدهم بالحرب، وبعد أن قست علينا الحياة بكل جوانبها.
وبعد عدة أيام تمَّ قَبول اسمي ولله الحمد، وقامت المنظمة بإرسال لجنة لتقصي حالتي لتناسب الشروط المطلوبة.”
أكملت (أم عبدو) قائلةً: “بداية التدريب خضعنا لتدريب توعية من فيروس كورونا وطرق الوقاية منه، وبعدها تابعنا تدريب صناعة الألبان والأجبان.
وبعد جهود وتعب أتقنا صناعة جميع مشتقات الحليب، وبدأنا بالعمل مع الفريق، ونحن على عزيمة وإصرار لمتابعة هذا العمل من أجل أن نأسس حياتنا بمفردنا ونعتمد على أنفسنا، فنحن نصف المجتمع ولنا الحق في العمل والتعلم.”
وبهدف تنمية قدرات النساء في الشمال المحرر للواتي فقدنَ المعيل في الحرب سواء كانت أمًا أو أختًا أو جدة، ولأجل دخول النساء سوق العمل، أقامت منظمة (أمل) هذا التدريب، وتدريبات أخرى تستهدف النساء الأميات اللواتي لم يكملنَ تعليمهنَّ، ومن هذه الحرف النسيج، والخياطة، وحياكة الصوف، وأهمها صناعة مشتقات الحليب الذي نحن بصدده.
ما هو تدريب صناعة الألبان والأجبان للنساء؟
صحيفة حبر التقت الآنسة (بتول الرجب) إحدى المشرفات في لجنة الحوكمة بمنظمة (أمل)، التي بدورها أخبرتنا بتفاصيل أكثر عن هذا التدريب بقولها: “من أبرز أهداف هذا التدريب أنه مصدر دخل لكثير من النساء، وجعل بعضهنَّ قادرات على إدارة مشاريع فردية بأنفسهنَّ.
نحن بدورنا ساعدنا المتدربات بتخصيص راتب يومي يصل إلى 4$ لكل مستفيدة؛ لأن معظم النساء في هذا الدورة من غير معيل، إذ إنها الوحيدة التي تعيل أسرتها، وبهذه الحالة تستفيد النساء من العلم والراتب.”
وأكملت (رجب): ” كان هذا التدريب شامل بتعليم صنع جميع مشتقات الحليب من جبنة، لبنة، قريش، سوركي، زبدة وسمن عربي… إلخ
واستهدف المشروع 32 امرأة في منطقتين مختلفتين، وحققت هذه الدورة قصص نجاح للكثير من النساء، وكانت بالنسبة إلهنَّ خطوة نجاح وتقدم لإعالة أسرهنَّ والاعتماد على أنفسهنَّ، وفي نهاية هذا التدريب أقمنا معرضًا للمنتجات، أدَّى إلى ترويجها وإقبال أغلب المحال التجارية عليها.”
يذكر أن هكذا تدريبات في ظل هذه الأوضاع المعيشية الصعبة وفقدان المعيل للكثير من النساء في الحرب وحاجة المرأة للعمل من أجل إعانة أولادها، حاجة ملحة للنساء لتأمين معيشة كريمة لهنَّ وجعلهنَّ على بداية خطوة جديدة للتعلم وصنع أنفسهنَّ.