مشكلة انعدام مياه الشرب تهدد مخيمات الشمال السوري

عبد الملك قرة محمد

0 442

 

تتفاقم مشكلة انعدام مياه الشرب في المخيمات لا سيما مع حلول فصل الصيف وغياب الدعم من قبل المنظمات وعدم القدرة على شراء المياه النظيفة.

ويبلغ سعر صهريج المياه وسطياً 30 ليرة تركية قد تزيد بحسب المسافة التي ينبغي إيصال الماء إليها حيث تحتاج العائلة التي تتألف من 5 أشخاص 90 ليرة شهرياً ثمناً للماء فقط.

يقول الشاب سامر من مخيم معراتة: إنه لا يستطيع أن يشتري المياه لأنه لا يملك عملاً ثابتاً فهو يعمل حمّالاً بأجر يومي لا يتجاوز 10 ليرات تركية.

وأضاف أنه يضطر لشرب واستخدام المياه التي تصل إلى المخيمات من قبل المنظمات وفاعلي الخير وتعبأ في خزانات مفتوحة وهي معرضة لكافة أشكال التلوث.

وفي سياق متصل وثقت الفرق الميدانية التابعة لفريق: “منسقو استجابة سوريا” انعدام المياه الصالحة للشرب في أكثر من 240 مخيماً حتى الآن، والاعتماد على مياه من مصادر غير صحية أو معمقة.

اقرأ أيضاً: محمود مرعي: “فرحان برؤية صورته في الانتخابات ويقبل بنتائجه مهما كانت”

وناشد الفريق في بيانه الذي أصدره الإثنين 17 أيار الجاري: المنظمات الإنسانية العاملة في الشمال السوري العمل على تأمين المياه الصالحة للشرب للنازحين، منعاً لانتشار الأمراض والأوبئة ضمن المخيمات.

وفي لقاء مع صحيفة حبر قال الأستاذ محمد حلاج مدير فريق “منسقو استجابة سوريا”: إنه تم رصد انتشار كبير للأمراض والأوبئة في المخيمات التي تفتقر لمصادر المياه الآمنة.

وأشار حلاج إلى حاجة النساء إلى المياه وتأثير انعدامها السلبي عليهن بالإضافة إلى الأطفال الذين لا يمكن التحكم بتحركاتهم.

وأضاف أننا اليوم أمام مشكلة أخرى وهي الحرائق التي تحدث بشكل متزايد ومع غياب المياه سنكون أمام خطر تمدد الحريق ووقوع خسائر أكبر لا سيما في المخيمات النائية التي يصعب على فرق الإنقاذ الوصول إليها بسرعة.

وتقع مسؤولية انعدام مياه الشرب على جميع الأطراف لا سيما المنظمات التي تتجه إلى مشاريع الأمن الغذائي والحماية من كورونا وتتجاهل توفير المياه للمخيمات بحسب حلاج.

وشدد حلاج على ضرورة توفير المياه والخزانات لكل خيمة في المخيمات التي تم توثيقها حتى الآن وهي 240 مخيم لكن العدد أكبر من ذلك بكثير ويجري حالياً التحقق من مخيمات أخرى.

وتتركز المخيمات التي تم توثيقها في معرة مصرين وحارم وكفر يحمول وكللي وريف حلب الغربي.

وحول التكلفة اللازمة لتوفير المياه لأي مخيم يقول السيد حلاج: إن تكلفة حفر بئر يختلف من مخيم لآخر بحسب طبيعة الأرض وهذا أوفر من تزويد المخيمات بشكل دوري بالمياه.

تجدر الإشارة إلى أنه مع نهاية عام 2020 انقطع تزويد المياه لأكثر من 25 مخيماً في مناطق مختلفة في الشمال السوري، مثل مناطق سرمداً وأطمة وكللي وحربنوش وغيرها دون توضيح الأسباب ويقدر عدد سكان هذه المخيمات ما بين 10 إلى 15 ألف نسمة.

وبحسب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية “أوتشا”: فإن هناك 15.5 مليون سوري يفتقرون إلى المياه النظيفة، والمنطقة الأكثر تضررا هي شمال شرقي سورية، في حين تنفق 27 في المائة من الأسر خمس دخلها للحصول على المياه عبر الصهاريج.

 

اترك تعليقا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط