مصفاة بانياس تعود للعمل وسط وعود بتحسين التوريدات

2٬087

أعلن وزير الطاقة السوري، المهندس محمد البشير، عن إعادة تشغيل مصفاة بانياس في ريف طرطوس، بعد توقف دام نحو أربعة أشهر نتيجة نقص حاد في توريدات النفط الخام. وأوضح البشير أن استئناف العمل جاء عقب وصول شحنات جديدة من المواد النفطية، تم تأمينها عبر مناقصات رسمية، بهدف تغطية احتياجات السوق المحلية وتخفيف أزمة المشتقات.

جاء ذلك خلال جولة تفقدية أجراها الوزير داخل المصفاة، حيث اطّلع على آلية الإنتاج ووحدات التشغيل، واستمع إلى عرض مفصل حول عمليات الصيانة التي نُفذت خلال فترة التوقف. وشملت أعمال الصيانة تطوير عدد من المعدات الحيوية ورفع الكفاءة التشغيلية، بما يسمح باستعادة جزء من القدرة الإنتاجية اللازمة لتلبية الطلب المحلي.

وأكد الوزير، في تصريح لوكالة الأنباء السورية “سانا”، أن إعادة تشغيل المصفاة تأتي ضمن خطة استراتيجية وضعتها وزارة الطاقة لضمان استقرار إمدادات المشتقات النفطية، وتوفير المواد الأساسية للمواطنين، رغم ما وصفها بـ”التحديات اللوجستية والفنية” التي لا تزال تواجه القطاع.

وأضاف البشير أن الكميات التي وصلت مؤخرًا كافية لتشغيل المصفاة وفق البرنامج المحدد، مشيرًا إلى أن الحكومة تولي أولوية قصوى لإصلاح البنية التحتية للطاقة، وتعمل على تعزيز الشفافية في إدارة الموارد الوطنية كجزء من عملية “إعادة بناء الاقتصاد الوطني”.

من داخل المصفاة، ذكرت مصادر فنية أن الطاقة الإنتاجية اليومية تُقدَّر بنحو 95 ألف برميل، ومن المتوقع أن يُخصَّص الجزء الأكبر من الإنتاج لتغطية حاجات السوق المحلية من المازوت، البنزين، ووقود النقل والصناعة، ضمن خطة “تشغيل تدريجي” لتفادي حدوث أزمات سابقة في التوزيع.

وفي سياق متصل، عقد وزير الطاقة اجتماعًا مغلقًا مع كوادر المصفاة للاستماع إلى تقييمهم لظروف العمل خلال فترة التوقف، إضافة إلى مناقشة مقترحاتهم لرفع الطاقة الاستيعابية وتحسين الأداء في ظل التذبذب المستمر في خطوط الإمداد الدولية.

وكانت المصفاة قد توقفت عن العمل منذ نهاية عام 2024، بالتزامن مع أزمة خانقة في توريد النفط الخام، الأمر الذي انعكس سلبًا على السوق المحلي، وأدى إلى عودة مشاهد الطوابير في عدد من المحافظات، لا سيما في الساحل والوسط.

ورغم عدم الإفصاح الرسمي عن مصدر الشحنات الأخيرة، إلا أن مصادر مطلعة رجّحت أن تكون الصفقات الجديدة قد أُبرمت عبر وسطاء دوليين، في ظل استمرار العقوبات الغربية المفروضة على شركات وشخصيات فاعلة في قطاع الطاقة السوري.

وكانت مصادر رسمية قد أعلنت، في 25 آذار/مارس الماضي، عن وصول ناقلتين إلى مصب بانياس؛ الأولى محمّلة بـ5600 طن من البنزين، والثانية بـ100 ألف طن من النفط الخام. وقد اعتُبرت هذه الشحنات الأولى من نوعها منذ التغيير السياسي الكبير في البلاد وسقوط نظام الأسد، ما عزز الآمال بحدوث انفراجات تدريجية في أزمة المحروقات.

بالتزامن مع ذلك، شهدت أسعار المحروقات في السوق السورية تعديلاً جديدًا؛ حيث بلغ سعر ليتر المازوت 0.95 دولار، والبنزين “90” 1.10 دولار، والبنزين “95” 1.23 دولار، بينما سُعِّرت أسطوانة الغاز المنزلي بـ11.8 دولارًا، والصناعي بـ18.88 دولارًا.

كما أفاد مدير علاقات المنشآت النفطية في طرطوس بوصول ناقلة “أكواتيكا” محمّلة بـ100 ألف طن من النفط الخام، إلى جانب ناقلتين للغاز المنزلي بحمولة تقارب 4600 طن، مشيرًا إلى أن العمل جارٍ لتأمين مزيد من التوريدات خلال الفترة المقبلة لتعزيز استقرار السوق وتفادي أي اختناقات مستقبلية.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط