هنأ مظلوم عبدي، قائد قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، أحمد الشرع بمناسبة توليه رئاسة المرحلة الانتقالية في سوريا، داعيًا إياه لزيارة مناطق شمال شرقي سوريا لتعزيز الحوار الوطني.
وجاء ذلك في تصريح لوكالة “نورث برس”، اليوم الاثنين 17 فبراير 2025، حيث أكد عبدي استعداد قواته للتعاون مع الحكومة السورية لإنهاء حالة الانقسام، مشددًا على الانفتاح على الحل الوطني.
استعداد لإخراج المقاتلين الأجانب والتعاون الأمني
أعلن عبدي استعداد “قسد” لإخراج المقاتلين الأجانب من صفوفها، استجابةً لمطالب الحكومة السورية، في إطار المفاوضات الجارية مع دمشق. وأوضح أن دمشق طلبت تسليم الملف الأمني في شمال شرقي سوريا، بما في ذلك تسليم سجناء تنظيم “الدولة الإسلامية” ليكونوا تحت مسؤولية الحكومة السورية، إضافة إلى عودة مؤسسات الحكومة المركزية للعمل في تلك المناطق.
اقرأ أيضاً: بارزاني والشيباني يبحثان تطورات سوريا والعراق على هامش مؤتمر…
وأكد عبدي أن “قسد” منفتحة على التعاون في هذا السياق، موضحًا أن حماية المنطقة ومحاربة الإرهاب هي مسؤولية وطنية تتطلب تنسيقًا عالي المستوى بين جميع الأطراف لضمان أمن واستقرار سوريا.
دعوة للحوار الوطني وزيارة مرتقبة إلى دمشق
شدد مظلوم عبدي على أهمية الحل الوطني الذي يجمع عليه جميع السوريين، معبرًا عن استعداد “قسد” للحوار مع الحكومة السورية للوصول إلى تفاهمات تنهي حالة الانقسام. وكشف عن خطة لزيارة وفد من “قسد” إلى دمشق لمواصلة المناقشات حول خطة عمل واضحة لتطبيق ما يتم الاتفاق عليه في المفاوضات.
دمشق تسعى لاستعادة السيطرة على شمال شرقي سوريا
منذ تولي أحمد الشرع رئاسة المرحلة الانتقالية، تعمل الإدارة السورية الجديدة على استعادة المناطق الخاضعة لسيطرة “قسد”، والتي تشكل نحو 25% من الأراضي السورية، وتعد الأغنى بالثروات الطبيعية في البلاد.
وتجري مفاوضات بين دمشق وقيادة “قسد” بهدف التوصل إلى صيغة تفاهم تُنهي تفرد “قسد” بالسيطرة على تلك المناطق، وتشجيعها على الانضمام إلى وزارة الدفاع السورية.
الموقف الحكومي من المفاوضات
صرّح وزير الدفاع السوري، مرهف أبو قصرة، في حوار مع صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية، بأن الحكومة السورية تفضل الحل الدبلوماسي لتسوية الوضع في شمال شرقي سوريا، مؤكدًا أن الخيار العسكري ليس مطروحًا حاليًا.
وأوضح أبو قصرة أن هدف الحكومة السورية هو إعادة سلطة دمشق إلى جميع أنحاء البلاد، بما في ذلك السيطرة على السجون في مناطق “قسد”، مشددًا على أن الحل العسكري سيؤدي إلى إراقة الدماء على الجانبين، وأن الحل الدبلوماسي هو الأفضل لتحقيق الاستقرار الوطني.
رفض الاندماج ككتلة موحدة
رغم استعداد “قسد” للحوار والانضمام إلى وزارة الدفاع السورية، إلا أن الحكومة رفضت عرض “قسد” للاندماج ككتلة موحدة، مطالبةً بتفكيك الهيكلية العسكرية لـ”قسد” ودمج أفرادها بشكل فردي في الجيش السوري.
يُذكر أن المفاوضات لا تزال مستمرة دون ملامح واضحة للتقدم، لكن الأطراف المعنية تُبدي مرونة في البحث عن حلول سلمية تُنهي حالة الانقسام وتُحقق المصالحة الوطنية.