نفت ميليشيات “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) استخدام أسلحة حارقة في الهجوم الذي استهدف قرية تل عرش جنوب مدينة منبج بريف حلب الشرقي، وبدلاً من الاعتراف بمسؤوليتها عن هذا الاستهداف، لجأت إلى اتهام منظمة “الدفاع المدني السوري” (الخوذ البيضاء) بنشر “أخبار كاذبة”، ووصفت المنظمة بأنها “مرتبطة بتركيا”، في محاولة لتشويه سمعتها والتغطية على جرائمها.
توثيق للهجوم
أكدت منظمة الخوذ البيضاء، يوم الثلاثاء 21 كانون الثاني، مقتل طفلتين شقيقتين وإصابة سبعة مدنيين، بينهم أربعة أطفال وامرأة، جراء قصف على قرية تل عرش. واتهمت قسد باستخدام أسلحة حارقة محرمة دولياً، استناداً إلى شهادات الأهالي التي أكدت تعرض الضحايا لحروق خطيرة، مشيرة إلى أن هذه الإصابات لا يمكن أن تكون ناجمة عن أسلحة تقليدية.
وصرّحت المنظمة بأن هذا الهجوم يمثل جريمة حرب واضحة تستدعي تدخلاً دولياً عاجلاً لمحاسبة المسؤولين وحماية المدنيين من ممارسات قسد التي تجاوزت كل الحدود الأخلاقية والقانونية.
اقرأ أيضاً: “قسد” ترتكب جرائم حرب في حلب
وأبدى مدير الدفاع المدني السوري، رائد الصالح في تصريحات سابقة استنكاره الشديد ل”محاولات قسد لتضليل الرأي العام والتستر على جرائمها”. وأكد أن اتهام الخوذ البيضاء بنشر الأكاذيب يندرج ضمن حملة ممنهجة تهدف إلى تشويه صورة المنظمة، مشيراً إلى أن هذه الحملة تذكّر بممارسات نظام الأسد وروسيا في استهداف الخوذ البيضاء إعلامياً.
وشدد الصالح على أن الخوذ البيضاء ستواصل عملها الإنساني في إنقاذ الأرواح وتقديم المساعدة للمدنيين، رغم الهجمات الإعلامية المتكررة، مؤكداً أن الدفاع المدني السوري مؤسسة وطنية تعمل لخدمة الشعب السوري بعيداً عن أي أجندات سياسية.
دور قسد في تصعيد التوترات في شمال سوريا
يتزايد استهداف قسد للمدنيين، ما يسلط الضوء على انتهاكاتها المستمرة، في حين تسعى لتبرير ممارساتها من خلال حملات دعائية مضللة. ويرى مراقبون أن استمرار هذه الانتهاكات يعكس نهج قسد في تجاهل القانون الدولي، فيما يواجه المدنيون في المناطق الخاضعة لسيطرتها معاناة مستمرة من القصف والاعتداءات.
دعوات للمحاسبة وحماية المدنيين
في ظل هذه التطورات، تبرز أهمية التحرك الدولي لمحاسبة قسد على جرائمها المتكررة، وضمان حماية المدنيين السوريين الذين يعانون من ويلات الحرب والانتهاكات. كما يواصل الدفاع المدني السوري دوره الإنساني في ظل تحديات جسيمة، مؤكداً التزامه بحماية أرواح المدنيين والعمل على تعزيز السلام والاستقرار بعيداً عن الأجندات الخارجية.