أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، عن اهتمامه بإقامة علاقات مع “النظام الجديد” في سوريا، بعد ثلاثة أيام من إسقاط نظام بشار الأسد.
وأكد في تصريحات نقلتها صحيفة يديعوت أحرونوت أن إسرائيل لا تسعى للتدخل في الشؤون الداخلية لسوريا، لكنها ستتخذ خطوات لضمان أمنها القومي.
وأوضح نتنياهو أن الغارات الجوية الإسرائيلية الأخيرة استهدفت القدرات العسكرية الاستراتيجية التي خلفها النظام السوري، بهدف منع وقوعها في أيدي ما أسماهم بــ “الجهاديين”.
وأضاف: “ما قمنا به يشبه ما فعلته القوات الجوية البريطانية عندما قصفت أسطول نظام فيشي المتعاون مع النازيين، لضمان عدم وقوع تلك القدرات بأيدٍ معادية”.
إسرائيل وأمنها الإقليمي
شدد نتنياهو على أن إسرائيل ستتصرف بحزم إذا حاولت إيران أو حلفاؤها استخدام الأراضي السورية لنقل أسلحة إلى “حزب الله” اللبناني، قائلاً: “أي تهديد من هذا النوع سيواجه برد قوي”. وأضاف: “ما حدث للنظام السابق في سوريا قد يحدث لهذا النظام أيضًا إذا مثل تهديدًا لأمننا”.
الوجود الإسرائيلي في سوريا
منذ سقوط النظام السوري، زادت القوات الإسرائيلية من وجودها العسكري في جنوبي سوريا. ووفقًا لمراسلين ميدانيين، دخلت الدبابات الإسرائيلية إلى مدينة “البعث” في القنيطرة، وتمركزت عند مبنى المحافظة ومفرزة الجسر، مع إغلاق الطرق المؤدية إلى الحميدية، بينما سمحت للأهالي بالتنقل.
اقرأ أيضاً: تركيا توسّع طاقة المعابر لتسريع عودة السوريين ضمن خطط العودة…
في الوقت نفسه، كثفت إسرائيل غاراتها الجوية، مستهدفة مواقع عسكرية في درعا، مثل كتيبة الرادار شرقي ناحتة وكتيبة دفاع جوي قرب إبطع، بالإضافة إلى مواقع في حماة وحمص واللاذقية ودمشق.
تحذيرات للسكان المحليين
وفي سياق موازٍ، نشر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، تسجيلًا مصورًا يوثق دخول الفرقة “210” إلى المنطقة العازلة داخل سوريا لتعزيز حماية الحدود. كما أصدر تحذيرًا لسكان قرى القنيطرة، مثل الحميدية والقحطانية والصمدانية الغربية، بضرورة البقاء في منازلهم للحفاظ على سلامتهم.
رسائل سياسية وأمنية
مع إصدار أوامر باحتلال المنطقة العازلة ومواقع قيادية داخل سوريا، تسعى إسرائيل إلى تعزيز سيطرتها على المناطق الحدودية وضمان عدم استغلال الفوضى الحالية في سوريا من قبل أي جهات تهدد أمنها. ويعكس تصريح نتنياهو برغبته في إقامة علاقات مع “النظام الجديد” محاولة إسرائيلية لإعادة رسم العلاقات الإقليمية بعد التغيرات الأخيرة في سوريا.