نداء أحرار سوريا في رومية..رسالة من داخل سجن صيدنايا لبنان

عبد الله بركات

50

في ظلمات السجون الباردة، حيث القيود تطوّق الأجساد، والظلم يخنق الأنفاس، يعلو صوت الحقّ مدوّياً من أحرار سوريا المعتقلين في سجن رومية بلبنان، ذاك المعتقل الذي صار صيدنايا آخر، لكنه على أرض الغربة، حيث يعاني أبناء شعبنا المنفيون من القهر والتنكيل، بعد أن أتمّوا سنواتٍ عجافاً بين العذاب والحرمان، بينما يترقبون لحظة الخلاص التي طال انتظارها.

إنهم رجال صدقوا العهد، دافعوا عن كرامة سوريا عندما كانت مستباحةً لآلة القمع الأسدية، واليوم، بعدما زالت الغمّة وانتصرت ثورتنا المجيدة، يرسلون نداءهم إلى السيد الرئيس القائد أحمد الشرع، رئيس الجمهورية العربية السورية، ليكون نصيرهم في استعادة حريتهم، بعد أن حُرموا منها ظلماً في بلادٍ كانت تدّعي الأخوّة والجوار، لكنها أظهرت وجهها الحقيقي يوم زجّت بأحرارنا خلف القضبان.

اقرأ أيضاً: تدفقٌ بشريٌّ عبر الحدود..معابر سوريا تستقبل مئات الآلاف خلال…

“لا تتركونا للأقبية المعتمة!” هذا ما خطّه الأسرى بدموعهم ورسائلهم، يناشدون كل صاحب ضمير، كل من حمل لواء الحق، كل من آمن بأن الحرية حق مقدس، ليقفوا معهم في معركتهم الأخيرة ضد السجان.

لم يكن صمودهم عبثًا، ولم يكن أسرهم نهاية المطاف، بل هم اليوم يرفعون أصواتهم كي تصل إلى كل بيتٍ سوري، إلى كل من عرف معنى الثورة والحرية، إلى من وقف في وجه الطغاة، أن لا ينسوهم، أن يجعلوا قضيتهم أولوية، أن يكون تحريرهم من غياهب المعتقلات جزءاً من الانتصار العظيم الذي حققته سوريا الحرة.

يا أبناء سوريا الأحرار، يا من حملتم راية الكرامة، إخوانكم في الأسر بحاجةٍ إليكم، فلا تتركوهم وحدهم في ظلمة السجون، كونوا عونًا لهم حتى يعودوا أحرارًا شامخين، فكما لم تُهزم سوريا، لن يُهزم رجالها خلف القضبان.

ونقل المرصد اللبناني لحقوق السجناء، رسالة صوتية نُسَبت إلى معتقل سوري في سجن رومية اللبناني، يناشد فيها المؤثرين على مواقع التواصل الاجتماعي لإيصال صوتهم إلى العالم عامة، وإلى الرئيس السوري أحمد الشرع خاصة، لإخراجهم من هذا السجن.

وأضاف المعتقل -الذي تم تشفير صوته- أن وجودهم في المعتقل كان بسبب النظام المخلوع، ومع زوال النظام وتحرير المعتقلين تجدّد لديهم الأمل بالخروج من سجن رومية والعودة إلى الوطن، مشيراً إلى “الظروف الصعبة” التي يواجهونها.

وطالب المعتقل، المؤثرين على مواقع التواصل الاجتماعي بالتحدث عنهم، لعل صوتهم يصل إلى الحكومة السورية الجديدة، مضيفاً: “قضيتنا موضوع إنساني لا يحتمل التأجيل.. نحن بشر ولسنا مجرد أرقام”.

 

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط