في أول رد صريح له على تصريحات المعارضة التركية، وجه وزير الخارجية التركي هاكان فيدان رسالة حازمة إلى زعيم حزب الشعب الجمهوري أوزغور أوزيل، منتقدًا مواقفه الأخيرة وتصريحاته التي وصفها بأنها “تجاوزت حدودها”. جاء ذلك في كلمة رسمية ألقاها في إطار لقاء سياسي بارز، حيث أكد دعم الحكومة التركية المطلق لإرادة الشعب، ورفضها التام للتدخلات الخارجية أو محاولات زعزعة الاستقرار السياسي الداخلي.
وقال فيدان: “فخامة رئيس جمهوريتنا السيد رجب طيب أردوغان، قد خدم هذه الأمة لسنوات طويلة مستندًا على دعم الشعب، وخاض معارك شرسة ضد جميع أشكال الوصاية والتدخلات في القرار الوطني.”
وشدد الوزير على أن الحكومة لم تتلقَّ تعليمات من أي طرف خارجي، ولا تسعى للحصول على شرعية إلا من الإرادة الشعبية، في إشارة إلى اتهامات المعارضة بالتقرب من قوى أجنبية والتعويل عليها لتحقيق مكاسب سياسية.
وأضاف: “أوزغور أوزيل يمثل تقليدًا سياسيًا طالما تحرك في ظل الانقلابات، وكان في صف من وقف ضد إرادة الأمة. هو ذاته من ينتظر الدعم من الخارج ويستجدي المساندة من العواصم الأجنبية، قائلاً: ‘نشعر بأننا متروكون’.”
وتابع فيدان انتقاداته بالقول إن زعيم المعارضة يحاول التلاعب بالوقائع، ويحوّل قضايا الفساد إلى ما يشبه “قصة بطولة”، واصفًا هذا التوجه بأنه خلط بين الطموحات الشخصية ونظريات المؤامرة، يتم تسويقه تحت ستار السياسة.
وختم حديثه قائلاً: “نحن نرفض هذا الفكر. وسنواصل، بكل عزم وإصرار، خدمة شعبنا والدفاع عن إرادته، مهما كانت التحديات.”
يأتي هذا التصعيد السياسي في وقت تشهد فيه تركيا نقاشات حادة بين الحكومة والمعارضة بشأن عدة ملفات داخلية وخارجية، وسط تصاعد نبرة الخطاب السياسي قبل أي استحقاقات انتخابية قادمة.