منذ انسحاب قوات الشركة العسكرية الروسية “فاغنر” من مدينة دير الزور في عام 2017، استغلت إيران الفراغ والفوضى هناك، وأرسلت مليشياتها وعصاباتها إلى المدينة.
وبالمشاركة مع قوات النظام، زادت إيران من انتشارها في البوكمال، حيث تعتبر هذه المنطقة ذات موقع استراتيجي، حيث يمر عبرها نهر الفرات وتقع على الضفة الغربية لنهر الفرات، وآخر نقطة للنهر في سوريا قبل أن يدخل الأراضي العراقية.
وقالت منظمات حقوقية إنّه منذ أبريل (نيسان) الماضي عمدت الميليشيات الإيرانية إلى تخزين أسلحة وذخائر ضمن “قلعة الرحبة” الأثرية في محيط مدينة الميادين بريف دير الزور الشرقي.
وبدأ التركيز الإيراني على مدينة البوكمال في 17 أبريل، مع قيام أبو عيسى المشهداني قائد ميليشيا “الهاشميون”، بإنشاء مقر له في شارع الانطلاق في المدينة شرق دير الزور.
لمتابعة كل جديد اشترك في قناة صحيفة حبر على تلغرام اضغط هنا
وانتشر في المقر ما يقارب 50 عنصراً معظمهم من عشيرة المشاهدة وأهالي بلدة السكرية غرب البوكمال.
بالإضافة إلى “الحرس الثوري الإيراني”، إذ تم نشر آلاف المقاتلين والمستشارين العسكريين، والميليشيات الشيعية العراقية وقد انتشروا بشكل أساس على الشريط الحدودي بين العراق وسوريا، و”لواء فاطميون” الأفغاني و”لواء زينبيون” الباكستانييحافظون على وجود كبير في دير الزور اليوم، حيث يقدر عددهم نحو 2500 مقاتل.
وعلى الرغم من تعرض المواقع التابعة لإيران في محافظة ديرالزور شرقي سوريا، للقصف بشكل متكرر، إلا أن ميليشياتها ومراكزها الثقافية مازالت تنظم الاحتفالات والفعاليات الخاصة التي تستهدف من خلالها الأطفال في المنطقة، الأمر الذي يعرض حياتهم للخطر.
وقد تركزت نشاطات إيران على تنظيم رحلات ترفيهية لأطفال المدارس إلى المزارات الشيعية التي أقامتها في ريف ديرالزور الشرقي. وتأتي هذه النشاطات ضمن الخطة التي وضعتها المليشيات الإيرانية لحماية مواقعها العسكرية المتواجدة في المنطقة ولإبعاد الشبهات عنها، خصوصاً بعد تعرضها لعدة هجمات من “طيران مسير مجهول الهوية” مؤخراً حيث تتخذ من الأطفال دروع بشرية.
الحرس الإيراني ينشر صواريخ موجهة نحو قاعدة التحالف الدولي
يذكر أن المراكز الثقافية الإيرانية تعمل على نشر الفكر الشيعي وتقديم رواتب شهرية للأطفال الذين يلتحقون بهذه المراكز، وأيضاً عن طريق إقامة رحلات “ترفيهية” إلى المزارات الشيعية، وتعتبر الثقافة المتطرفة التي تسعى إيران إلى فرضها مرفوضة من قبل الشعب السوري حيث تخالف عاداته وتقاليده وديانته.