واشنطن تخفّض الوضع القانوني لبعثة سوريا في الأمم المتحدة والخارجية السورية توضح

1٬513

أكدت وزارة الخارجية السورية أن تعديل الوضع القانوني للبعثة السورية لدى الولايات المتحدة هو إجراء إداري وتقني، ولا يعكس أي تحول في الموقف من الحكومة السورية الجديدة، وذلك في أول تعليق رسمي على قرار واشنطن خفض صفة البعثة من تمثيل دولة عضو إلى بعثة تمثل “حكومة غير معترف بها”.

وقال مصدر رسمي في الخارجية السورية، في تصريح لوكالة الأنباء الرسمية “سانا”، إن الوزارة “تتابع بشكل مستمر مع الجهات المعنية لمعالجة هذه المسألة وتوضيح السياق الكامل لها”، مشيراً إلى أن الهدف هو “ضمان عدم حدوث أي التباس في المواقف السياسية أو القانونية ذات الصلة”.

وأضاف المصدر أن الخارجية السورية تعمل حالياً على مراجعة شاملة لوضع بعثاتها في الخارج، مؤكداً أن “قرارات جادة ستُعلَن قريباً، تتعلق بإعادة ترتيب وتنظيم هذه البعثات بما يعكس تطلعات السوريين، ويعزز من كفاءة الأداء الدبلوماسي ووضوح التمثيل السياسي”.

اقرأ أيضاً: تفاهمات تركية–أميركية ترعى اتفاقاً بين “قسد”…

وكانت صحيفة “النهار” اللبنانية قد كشفت أن الولايات المتحدة أبلغت بعثة سوريا لدى الأمم المتحدة، عبر مذكرة رسمية، بتعديل وضعها من “بعثة دائمة لدولة عضو” إلى “بعثة تمثل حكومة غير معترف بها”، ما استتبع سحب تأشيرات G1 التي تُمنح عادة للدبلوماسيين، واستبدالها بتأشيرات G3، الخاصة بممثلي حكومات لا تعترف بها واشنطن.

وبحسب الوثيقة التي تلقّتها الخارجية السورية عبر وفدها في نيويورك، فإن إدارة الهجرة الأميركية (USCIS) ستتولى النظر في منح التأشيرات الجديدة بعد استكمال الإجراءات، في خطوة وصفتها أوساط دبلوماسية سورية بأنها “سابقة” قد تدفع دولاً أخرى لتبنّي مواقف مماثلة.

قرار سياسي؟
وفي تعليقه على التطورات، قال الدبلوماسي السوري السابق جهاد مقدسي إن ما جرى “ليس إجراء تقنياً فحسب، بل يحمل أبعاداً سياسية واضحة، خاصة أن المذكرة سُرّبت عمداً إلى الإعلام”، مشيراً إلى أن لجنة الاعتماد في الأمم المتحدة، التي تُنتخب سنوياً، لها صلاحيات إعادة النظر بشرعية الوفود عقب التحولات السياسية الكبرى.

وأوضح مقدسي، عبر منصة “إكس”، أن هذا التعديل القانوني يشمل فقط دبلوماسيي النظام السابق، ويُلزمهم بتقديم طلبات جديدة للحصول على إقامات مؤقتة دون امتيازات دبلوماسية، بانتظار قرار نهائي من لجنة الاعتماد الأممية.

وأشار إلى أن الولايات المتحدة، من خلال هذه الخطوة، “تعلن بشكل غير مباشر سحب اعترافها بوفد النظام المخلوع، وتستعد للاعتراف بالوفد التابع للحكومة السورية الجديدة”، مؤكداً أن هذه الأخيرة بدأت بالفعل في تسلم بعض الملفات.

وختم مقدسي بالقول: “الطريق أمام الحكومة الجديدة ليس سهلاً، لكنه بدأ فعلاً بالاتجاه الصحيح، رغم التحديات القانونية والسياسية التي تواجهها على الساحة الدولية”.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط