توفِّي الشاعر نادر شاليش صاحب قصيدة “أرسلت روحي إلى داري تطوف بها” اليوم الأحد، وذلك بعد صراع مع السرطان.
وتوفي “شاليش”، الأحد، في مخيمات أطمة في ريف إدلب الشمالي، التي يعيش فيها منذ نزوحه من بلدته كفرنبودة شمالي حماة عام 2013.
وقبل نزوحه كان “شاليش” مدرساً ومديراً لإحدى المدارس في كفرنبودة، وكان نظام الأسد قد دمر منزله من خلال القصف على البلدة.
إيقاف سوري لأنه صرخ بــ: “الله أكبر” في ألمانيا
واشتهر الشاعر “شاليش” بقصيدة “أرسلت روحي إلى داري تطوف بها، لما خطانا إليها ما لها سبلُ”، والتي ألقاها قبل سنوات تعبيراً منه عن اشتياقه لبيته وأرضه.
لمتابعة كل جديد اشترك في قناة صحيفة حبر على تلغرام اضغط هنا
القصيدة
أرسلتُ روحي إلى داري تطوف بها
لمّا خُطانا إليها ما لها سُبُلُ
أن تسأل الدار إن كانت تذَكَّرُنا
أم أنّها نسيت إذ أهلها رحلوا
أن تسأل السقف هل ما زال مُنتصباً
فوق الجدار شموخاً رغم ما فعلوا
أم أنّها ركعت للأرض ساجدةً
تشكو إلى الله في حزنٍ وتبتهلُ
أن تسأل النخل هل أكمامه نضجت
أن تسأل التين والزيتون متّصلُ
أمّا القطوف من الأعناب دانيةً
مثل اللآلئ كالحوراء تكتملُ
أم شجرة التوت والأغصان فارعةٌ
ناءت بحملٍ وقد طابت به الأكُلُ
هيهات يا دارُ أن تصفو الحياة بنا
ويرجع الجمع بعد النأي يكتملُ
لكنّ روحي ستبقى فيك ساكنةً
ما لي بأطمة لا شاةٌ ولا جَمَلُ
إن متُّ يا دار أو طال الزمان بنا
فالصبر يا دار لا يضعف لنا أملُ
أو عدتُ يا دار هل ألقاك باسمة
أم في اللقاء يعزّ القول والجُمَلُ
ويصبح الهمس نجوانا فلا كَلِمٌ
والعينُ تهطل سحّاً تغدق المُقَلُ
بالله يا دار لا تُبْدِيْ معاتبتي
أني رحلت بحالي دونما قُبَلُ
ما كان لبٌّ بساعات الرحيل
وما وقت أتيح إذ النيران تنهملُ
لابدّ لليل من صبحٍ يبدّده
ويَسْطع النور والظلْماء ترتحلُ
ويرجع الحقّ فوق الكفّ عالية
راياته البيض لا كفرٌ ولا دجلُ
علائمُ الصبح قد لاحت مبشّرةً
لم يبقَ في الساح لا عُزّى ولا هُبَلُ
فأوّل النصر للأوثان نكسرها
فعلُ الخليل وفعلُ المصطفى مثَلُ
لن تسكت الحرب لو ستين محولة
حتّى يطهّر وجه السهل والتللُ
أغرى بك الفرس أن تغدو لنا ملكاً
يخلف جبلّة ما أعيتهم الحيلُ
لكن غباءك أن صدّقت مَكْرَهمُ
كالطفل فارجع ففي أوهامك الأجلُ