وفاة صاحب أغرب قضية عرفتها المحاكم السعودية

1٬009

تحدثت مصادر إعلامية عن وفاة المُسِن، حيزان الحربي، صاحب أغرب قضية عرفتها المحاكم السعودية، بعد تعرضه لحادث دهس قبل نحو شهر، حيث رقد في العناية المركزة حتى وفاته.

وبعد البحث تبين لنا أن الوفاة حدثت قبل سنوات لكن ما هي قصة الحربي؟

تعود القصة إلى خلاف نشب بين الحربي وشقيقه الأصغر حول رعاية والدتهما المُسِنة. الحربي كان يرغب في أن يعتني بها ويكون له أجرها، في حين أراد شقيقه الأصغر أن يأخذها لتعيش معه وعائلته ويقدم لها الرعاية اللازمة. تطور الخلاف بينهما حتى وصل إلى المحكمة.

بعد جلسات قضائية طويلة، قضى القاضي بأن تكون رعاية الأم لشقيقه الأصغر، بناءً على تقدُّم سن الحربي. هذا الحكم أثر بشدة على الحربي، الذي بكى بشدة وتأثر بفقدان والدته. انتشرت قصته في الأوساط السعودية ولقيت إعجابًا وتأثيرًا واسعًا.

ظلت قضيته في الذاكرة، وكانت المحاكمة الجميلة بين الشقيقين واحدة من أغرب الخصومات التي شهدتها المحاكم الشرعية في تاريخها.

استراتيجية أمريكية لمحاربة تهريب وتجارة مخدرات الأسد

تناول خطباء المساجد القصة في خطبهم، جعلوها مضرب مثل للبر الحقيقي والتضحية الصادقة. كانت الخصومة بين الحربي وشقيقه ليست بسبب مال أو عقار، بل كانت بسبب امرأة لا تزيد وزنها عن 20 كيلوغرامًا، وهي والدتهما المسنة التي لا تملك سوى خاتم من النحاس في أصبعها. كانت المرأة تعيش مع ابنها الأكبر المُسِنَّ الحربي الذي كان يعيش وحيدًا. عندما تقدم في السن، قرر شقيقه الآخر الذي يسكن في مدينة أخرى أن يأخذها لتعيش معه وأسرته ويوفر لها الخدمة والرعاية المطلوبة.

رفض الحربي التنازل عن أمه بحجة أنه لا يزال قادرًا على رعايتها وأنها لا تحتاج إلى أي شيء. اشتد الخلاف بينهما حتى وصل في النهاية إلى طريق مسدود استدعى تدخل المحكمة الشرعية لفض النزاع. قال حيزان في ذلك الوقت “بيني وبينك حكم الله يا غالب” في إشارة إلى شقيقه.

توجها بعدها لمحكمة الأسياح لتتوالى الجلسات، وتحوّلت القضية إلى قضية رأي عام على مستوى المحافظة، تحت شعار أيهما سيحصل على رعاية الأم. وعندما لم يتوصلا إلى حل عن طريق تقارب وجهات النظر، طلب القاضي إحضار الأم إلى المحكمة لتحسم الأمر وتختار بنفسها من تريد أن تعيش معه.

في الجلسة المحددة، جاءا بها يتناوبان على حملها في كرتون ووضعاها أمام القاضي الذي وجه لها سؤالًا يدرك مصلحتها رغم تقدمها في العمر: “أيهما تختارين يا أم حيزان؟”. لم تكن الإجابة أفضل من كل محاولات تقريب وجهات النظر، فنظرت إليهما وأشارت إلى حيزان، قائلة: “هذا عيني هذي وذاك عيني تلك”، وأضافت “ليس عندي غير هذا”. فكان على القاضي أن يحكم بينهما وفقًا لمصلحتها، وقرر نقلها من حيزان إلى منزل شقيقه في ذلك اليوم بكى حيزان بشدة، وأبكى شقيقه أيضًا، وخرجا يتناوبان على حملها ووضعها في السيارة التي ستقلها إلى مسكنها الجديد.

 

تم تصوير مقاطع فيديو للراحل وهو يتحدث عن فضل أمه وحبه الكبير لها، وكيف يحاول أن يقدم لها الطعام ويبر بها، ويدعو لها بالجنة. دعا الصغار إلى برّ أمهاتهم ليكسبوا رضا الرحمن.

مع وفاة الحربي، تركت قصته بصمة في قلوب الناس، وأصبحت قصة الخلاف الغريب بين الأخوين محط اهتمام وإعجاب الجميع. لقد تحوّلت المحاكمة الجميلة بينهما إلى رمز للبر الحقيقي والتضحية الصادقة.

 

علينا أن نتذكر أن الأمور الصغيرة قد تؤدي إلى خلافات كبيرة، وأن العناية بأفراد الأسرة والاهتمام بكبار السن هي من القيم التي يجب أن نحافظ عليها. قد يكون لدينا اختلافات وخصومات، ولكن علينا أن نتذكر قيمة العائلة والمحبة ونسعى لحل المشاكل بالحوار والتفاهم فلتكن قصة الحربي وشقيقه الوحيد تذكيرًا لنا جميعًا بأهمية العناية بأفراد الأسرة وتقدير العلاقات الأسرية.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط