كشفت صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية عن توغل إسرائيلي جديد خارج حدود المنطقة العازلة في الجولان السوري المحتل، امتدّ إلى أراضٍ جديدة في ريف القنيطرة جنوب غربي سوريا، وذلك في أعقاب سقوط نظام الأسد في ديسمبر/كانون الأول الفائت.
ووفقاً للصحيفة، دخلت دبابات ومركبات تابعة لجيش الاحتلال الإسرائيلي قرية الحميدية بريف القنيطرة، حيث طُلب من السكان مغادرة منازلهم لبضعة أيام، وتسليم أسلحتهم خلال حملة تفتيش للمنازل والمباني. وأفاد بعض العائدين بأنهم وجدوا منازلهم مدمرة أو منهوبة، وتحمل جدرانها كتابات باللغة العبرية.
وقال عيد العلي (49 عاماً)، وهو أحد سكان القرية، إن الجيش الإسرائيلي “أنشأ منطقة عازلة على أراضينا ومنعنا من دخولها”، مضيفاً: “أشعر وكأنني أسرق من أرضي”. وأشار إلى أن الجرافات الإسرائيلية أقامت حاجزاً ترابياً داخل الأراضي السورية، وامتد فوق جزء من ممتلكاته، فيما منع الجنود الإسرائيليون رعي الماشية هناك “لدواعٍ أمنية”، على حد تعبيرهم.
اقرأ أيضاً: “ذكاء القلب”.. معلومة صحية غريبة لكنها حقيقية!
وبات الطريق الرئيسي المؤدي إلى قرية الحميدية مغلقاً، ما أجبر السكان على سلوك طريق طويل ووعر للوصول إلى منازلهم. كما يتولى الجنود الإسرائيليون المنتشرون على جسر ضيق قرب القرية مراقبة المارة وتوثيق هوياتهم.
ونقلت وول ستريت جورنال عن مسؤول عسكري إسرائيلي قوله إن “الجيش ينفذ عمليات لضمان الأمن في المنطقة العازلة”، نافياً فرض حظر تجوال رسمي على قرية الحميدية، لكنه أقرّ بالتحكم في حركة السكان داخلها. وأضاف أن “بعض الاعتقالات التي نُفذت مؤخراً طالت أشخاصاً يشتبه في تورطهم بأنشطة إرهابية”، وفق وصفه.
وفي السياق ذاته، صرّح جيش الاحتلال بأن وحدات قتالية تابعة للواء المظليين في الفرقة 210 تواصل نشاطها داخل الأراضي السورية بهدف “إزالة التهديدات الموجهة ضد إسرائيل وسكان الجولان”. وأشار إلى أن قوة تابعة له داهمت موقعاً عسكرياً سورياً سابقاً عُثر فيه على دبابات وناقلات جند مدرعة ومدافع تابعة للنظام السوري السابق، وقد جرى تدميرها ومصادرة “وسائل قتالية” بينها قذائف هاون وصواريخ.
وبحسب بيانات نشرها تشارلز ليستر، مدير نشرة سوريا ويكلي، فإن إسرائيل نفذت منذ 10 شباط/فبراير الماضي، 89 عملية توغل بري، و29 غارة جوية ومدفعية في جنوب غربي سوريا، إلى جانب 35 غارة جوية في مناطق متفرقة داخل البلاد.