150 ألف نسمة في الحولة بلا مستشفى منذ 13 عاماً

71

في قلب ريف حمص الشمالي، تواجه منطقة الحولة مأساة صحية غير مسبوقة، حيث يعيش أكثر من 150 ألف نسمة بلا مستشفى أو خدمات طبية تُذكر.

ومع خروج المشفى الوحيد في المنطقة عن الخدمة منذ عام 2012، يجد السكان أنفسهم عالقين بين مطرقة نقص الكوادر الطبية وسندان انعدام المعدات العلاجية، مما يجبرهم على قطع مسافات طويلة بحثاً عن الرعاية الطبية الأساسية.

استهداف ممنهج ودمار شامل

بدأت معاناة القطاع الطبي في الحولة مع انطلاق الثورة السورية عام 2011، حيث تعرضت المنشآت الصحية في المنطقة لاستهداف متكرر من قبل قوات النظام السوري. هذا الاستهداف أدى إلى خروج معظم المرافق الطبية عن الخدمة، محولاً الحولة إلى منطقة بلا مقومات صحية.

حصار خانق ونظام طبي بدائي

في عام 2012، فُرض حصار خانق على الحولة، ما تسبب في انقطاع شبه تام للإمدادات الطبية والغذائية. اضطر السكان للاعتماد على مستشفيات ميدانية بدائية تفتقر إلى أبسط المعدات الطبية والأدوية الأساسية. وسط هذا الوضع، كانت الكوادر الطبية القليلة المتبقية تعمل تحت ظروف قاسية للغاية، محاولين تقديم الحد الأدنى من الرعاية الصحية للسكان المحاصرين.

اقرأ أيضاً: انخفاض الأسعار وزيادة الرواتب.. بداية عهد جديد لتحسين معيشة…

تهجير الكفاءات وزيادة المعاناة

مع اتفاق التهجير القسري الذي نُفذ في مايو 2018، تفاقمت الأزمة الصحية في الحولة بشكل مأساوي. غادرت معظم الكوادر الطبية المنطقة، وأُغلقت المستشفيات الميدانية التي كانت تُقدم خدمات الإسعاف الأولية. تُرك السكان لمواجهة الأمراض والإصابات دون أي دعم طبي يُذكر.

الواقع اليوم: الموت ينتظر المرضى

اليوم، يعاني أهالي الحولة من غياب تام للمراكز الصحية والمستشفيات، بينما يستمر النظام السوري في إهمال المنطقة بشكل متعمد، رافضاً تقديم أي خدمات طبية تُعوض الفراغ الكارثي الذي تركته الحرب. في الوقت نفسه، يضطر المرضى وأصحاب الحالات الطارئة إلى السفر لمسافات طويلة وصولاً إلى المناطق المجاورة، في رحلة محفوفة بالمخاطر ومرهقة جسدياً ومالياً.

دعوات لإنقاذ القطاع الصحي في الحولة

تحتاج الحولة إلى تدخل فوري لإعادة بناء قطاعها الصحي المنهار. إن توفير مستشفى حديث وكوادر طبية مؤهلة هو ضرورة ملحة لإنقاذ أرواح الآلاف من السكان الذين يعانون بصمت منذ أكثر من عقد من الزمن.
تبقى كارثة الحولة الصحية شاهداً مؤلماً على ما يمكن أن تفعله الحرب والإهمال بحق المجتمعات، ما يستدعي جهوداً محلية ودولية لإنقاذ ما تبقى من حياة في هذه المنطقة المنكوبة.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط