طالبت وزارة الخارجية في حكومة الأسد الولايات المتحدة الأميركية بالانسحاب الفوري من الأراضي السورية، محمّلةً ميليشيا (قسد) مسؤولية تنفيذ “هجمات إجرامية” ضد المدنيين في محافظة دير الزور.
وفي بيان أصدرته الوزارة، أشارت إلى أن “ميليشيا قسد العميلة للاحتلال الأميركي” شنت هجمات استهدفت السكان في دير الزور، الحسكة، القامشلي، وقرى أخرى في المناطق الشرقية والشمالية الشرقية من البلاد، مما أدى إلى وقوع قتلى وجرحى. وأوضحت الوزارة أن طائرات حربية أميركية دعمت “قسد” بشن غارات على المدنيين الذين وصفتهم بـ”الأبرياء المدافعين عن عائلاتهم وممتلكاتهم”.
وأكدت وزارة الخارجية في البيان أن الوجود الأميركي في سوريا يشكل “انتهاكاً صارخاً” لسيادة البلاد ووحدة أراضيها، معتبرةً دعم واشنطن لـ”ميليشيات انفصالية” جزءًا من مخططاتها المعادية لسوريا. وطالبت الولايات المتحدة بالتوقف عن “الممارسات اللاإنسانية واللاأخلاقية”، بما في ذلك منع وصول المواد الغذائية ومياه الشرب للسكان، ودعت إلى الانسحاب الفوري من الأراضي السورية.
اشتباكات في دير الزور وتصعيد ميداني
فجر الأربعاء الماضي، شن “جيش العشائر” هجوماً على مواقع تابعة لـ”قسد” في ريف دير الزور الشرقي، حيث سيطر على عدة نقاط. واندلعت اشتباكات عنيفة بين الطرفين، مما أدى إلى سقوط ضحايا من المدنيين نتيجة تبادل القصف. وبدأ “جيش العشائر” هجومه باستخدام أسلحة رشاشة وقذائف صاروخية من مناطق خاضعة لسيطرة النظام السوري غربي نهر الفرات، مستهدفاً مقار “قسد” في بلدة ذبيان. ردت “قسد” بقصف بالهاون على تلك المواقع.
لمتابعة كل جديد اشترك في قناة صحيفة حبر على واتساب اضغط هنا
وفي بيان رسمي، اتهمت “قسد” رئيس جهاز المخابرات العامة في النظام، حسام لوقا، بإعطاء الأوامر لتنفيذ الهجمات، وأكدت أنها ستتصدى لهذه الاعتداءات بكل قوتها.
حصار متبادل وتصاعد الأزمة
أمس الجمعة، أفادت مصادر محلية أن 11 مدنياً لقوا حتفهم جراء قصف نفذته ميليشيات إيرانية وقوات النظام السوري باستخدام الصواريخ وقذائف الهاون على قريتي الدحلة وجديد بكارة في ريف دير الزور الشرقي. في المقابل، فرضت “قسد” حصاراً على المواقع الخاضعة لسيطرة النظام في مدينتي القامشلي والحسكة، مما دفع روسيا لإرسال قائد قواتها في سوريا، سيرغي أليكساندروفيتش كيسيل، إلى القامشلي لبدء مفاوضات تهدف إلى تهدئة الوضع ونزع فتيل الأزمة المتصاعدة.
التصعيد المستمر في دير الزور ومحيطها يضع المنطقة على حافة مواجهات أوسع بين القوات المدعومة من الولايات المتحدة والقوات الموالية للنظام السوري، وسط دعوات دولية للتهدئة وضمان حماية المدنيين.