كشفت صحيفة “حرييت” التركية، في مقال للصحافي عبد القادر سيلفي المقرب من حزب “العدالة والتنمية” الحاكم، أن الحكومة التركية تتبع دبلوماسية “الباب الخلفي” لعقد لقاء بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وبشار الأسد.
وتأتي هذه الجهود في إطار مساعي أنقرة لتطبيع العلاقات مع دمشق، وهي خطوة تعتبرها الحكومة التركية حاسمة لتحقيق التقارب بين البلدين.
بحسب مصادر دبلوماسية تركية نقل عنها سيلفي، يُعد هذا اللقاء بين أردوغان والأسد أهم خطوة نحو تحقيق هذا التقارب. ومع ذلك، لم يتم بعد تحديد موعد أو مكان اللقاء، حيث تستمر الاتصالات بين أنقرة، موسكو، ودمشق.
ويرى سيلفي أن تصاعد حدة الصراع في غزة وخطر اتساعه إلى مناطق أخرى في المنطقة يجعل تطبيع العلاقات التركية-السورية أمراً ملحاً، مشيراً إلى أن أي تصعيد في المثلث الإسرائيلي-اللبناني-الإيراني سيؤثر بشكل مباشر على تركيا وسوريا.
اقرأ أيضاً: إدخال أنظمة “أفنجر” الدفاعية لقسد في شمال سوريا
في هذا السياق، سبق لوزير الدفاع التركي، يشار غولر، أن صرّح بأن طلب النظام السوري تحديد موعد لانسحاب القوات التركية من شمال سوريا كشرط لبدء محادثات السلام، يشير إلى عدم رغبة النظام في تحقيق الاستقرار والسلام.
وأكد غولر أن العمليات العسكرية التركية منذ عام 2017 أسفرت عن تحقيق السلام والاستقرار في المناطق الحدودية مع سوريا.
كما أعرب غولر في تصريحات سابقة عن استعداد تركيا لدعم عملية سياسية شاملة في سوريا، تفضي إلى وضع دستور جديد وإجراء انتخابات حرة، وهو ما قد يؤدي في النهاية إلى انسحاب القوات التركية من الأراضي السورية، بشرط ضمان أمن الحدود التركية.
من جانبه، شدد وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، على أهمية تطهير سوريا من “الإرهاب”، داعياً إلى محاربة وحدات حماية الشعب الكردية، وإعادة الثروات التي استولت عليها تلك الوحدات إلى الشعب السوري. وأكد فيدان أن تركيا منفتحة على الحوار مع النظام السوري لحل المشكلات العالقة بين البلدين.
ومع استمرار هذه الجهود الدبلوماسية، تواجه الحكومة التركية انتقادات شعبية ومدنية في المناطق السورية المحررة، حيث ترفض غالبية الفعاليات أي شكل من أشكال التطبيع أو التقارب مع نظام الأسد، معتبرة أن هذه التحركات تصب في مصلحة روسيا وتمنح الشرعية لنظام الأسد.