أصدرت محكمة أميركية حكماً بالسجن لمدة ثلاثة أشهر على رجل من كاليفورنيا، يدعى محمد ياسين الشريحي، بتهمة تهريب قطعة أثرية تاريخية من سوريا تُعرف باسم “فسيفساء هرقل”.
ويعود تاريخ هذه الفسيفساء النادرة إلى عصر الإمبراطورية الرومانية، وتزن حوالي 2000 رطل (حوالي 900 كيلوجرام)، وتبلغ قيمتها السوقية الحالية 450 ألف دولار.
وفقًا لموقع “يو أس إيه توداي”، تمت محاكمة الشريحي بعد أن اكتشفت السلطات الفيدرالية أنه كذب على الجمارك وحماية الحدود الأميركية بشأن قيمة وأصل الفسيفساء.
وصادرت السلطات الفسيفساء من مرآب الشريحي في كاليفورنيا، حيث سيتم تخزينها في منشأة غير معلنة في لوس أنجلوس بانتظار إعادتها إلى سوريا.
تفاصيل القضية
بدأت القضية في أغسطس 2015، عندما استورد الشريحي الفسيفساء إلى الولايات المتحدة عبر ميناء لونغ بيتش، مستخدمًا تصنيفات خاطئة لتقليل قيمة الشحنة. وقد اشترى الشريحي الفسيفساء في الأصل من تركيا مع قطع أثرية أخرى بقيمة 12,000 دولار، لكنه ادعى لاحقًا في الأوراق الجمركية أن قيمتها كانت 2,199 دولارًا فقط.
لمتابعة كل جديد اشترك في قناة صحيفة حبر على واتساب اضغط هنا
وأدانت هيئة المحلفين الشريحي في يونيو 2023 بعد محاكمة استمرت خمسة أيام بتهمة إدخال بضائع مصنفة بشكل خاطئ. وأظهرت التحقيقات أن الشريحي أنفق حوالي 40,000 دولار على ترميم الفسيفساء، مما رفع قيمتها إلى 450,000 دولار.
السياق التاريخي
تعتبر “فسيفساء هرقل” قطعة أثرية نادرة ومنهوبة من سوريا، وقد تم توجيهها عبر تركيا منذ اندلاع الحرب الأهلية في سوريا عام 2012. أشار خبراء الآثار إلى أن هذه الفسيفساء كانت ملفوفة لمدة 25 عامًا قبل أن يتم تهريبها إلى الولايات المتحدة، حيث كان الشريحي يدعي أنها تعود لعائلته منذ أجيال وأنه استوردها بشكل قانوني.
اقرأ أيضاً: مباحثات تركيا مع النظام تبحث تعديل “اتفاق أضنة”
الأحكام والعقوبات
أصدرت المحكمة حكمًا بالسجن على الشريحي بتهمة الكذب على السلطات ومحاولة تهريب هذه القطعة الأثرية الهامة. كما وافق القاضي على طلب الحكومة بمصادرة الفسيفساء وإعادتها إلى سوريا، حيث تمثل هذه الخطوة جزءًا من الجهود المستمرة لإعادة الآثار المنهوبة إلى بلدانها الأصلية.
يعتبر هذا الحكم خطوة مهمة في مكافحة تهريب الآثار، خاصة في ظل تزايد حالات تهريب القطع الأثرية من مناطق النزاع مثل سوريا، حيث تُعتبر هذه الفسيفساء جزءًا من التراث الثقافي العالمي.