أكدت الولايات المتحدة الأميركية عدم دعمها لإعلان “الإدارة الذاتية” في شمال شرقي سوريا بشأن إجراء انتخابات بلدية، مشددة على أنه “لا يمكن تنظيم انتخابات حرة ونزيهة وشفافة وشاملة في سوريا في الظروف الحالية”.
وفي بيان صادر عن وزارة الخارجية الأميركية، أوضحت الولايات المتحدة أن تقييمها للوضع يشير إلى عدم توافر الشروط اللازمة لإجراء انتخابات تتسم بالحرية والنزاهة والشفافية في سوريا، بما في ذلك في المناطق الشمالية والشرقية. وأضاف البيان أن واشنطن “لا تدعم الإعلان الأخير للإدارة الذاتية الذي يدعو اللجنة العليا للانتخابات إلى بدء التحضيرات للانتخابات البلدية”.
كما جددت الولايات المتحدة تأكيدها على أهمية أن تتمتع أي انتخابات في سوريا بالشروط التي نص عليها قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254، وهو ما ترى واشنطن أنه غير متحقق في الوضع الحالي.
الانتخابات في ظل التوترات الإقليمية
في 5 أيلول الجاري، أعلنت “الإدارة الذاتية” عن تفويض مفوضيات الانتخابات في مناطق شمال شرقي سوريا بالتحضير لإجراء الانتخابات البلدية، دون تحديد موعد دقيق بعد تأجيلها عدة مرات. وأكدت المفوضية العليا للانتخابات أن كل مقاطعة يمكنها إجراء الانتخابات في الوقت الذي تراه مناسبًا بالتنسيق معها.
اقرأ أيضاً: نقابة أطباء حلب تدين الاعتداء على كادر مشفى وتطالب بالمحاسبة
كان من المقرر إجراء الانتخابات في 11 حزيران الماضي، إلا أن الموعد أُجل إلى شهر آب، قبل أن يتم تأجيله مرة أخرى دون إعلان رسمي. وذكرت “الإدارة الذاتية” أن هذا التأجيل جاء استجابةً لمطالب الأحزاب السياسية، ولإتاحة الوقت لمخاطبة المنظمات الدولية لمراقبة الانتخابات.
محاولات لتفادي التصعيد التركي
وكشف مصدر من “الإدارة الذاتية” أن القرار المتعلق بإجراء الانتخابات اتُخذ هذه المرة بشكل منفصل لكل مقاطعة وبدون تغطية إعلامية مكثفة، بهدف تفادي أي تصعيد محتمل من تركيا. وأوضح أن الانتخابات ستجري بتواريخ مختلفة في كل مقاطعة، مما قد يمتد لشهور.
وأكد المصدر أن هذا النهج جاء بالتنسيق مع واشنطن، لتجنب ردود فعل تركية على هذه الخطوة، حيث أن العملية الانتخابية ستركز على تغيير مسؤولي البلديات في كل منطقة بشكل منفصل، مع مراقبة تداعيات العملية على تركيا والدول الداعمة للإدارة الذاتية مثل أميركا وفرنسا.