14 يوماً من الإضراب.. مجدي نعمة يواجه ظروفاً قاسية في السجون الفرنسية

36

يواصل مجدي نعمة، المعروف باسم إسلام علوش، المتحدث السابق باسم “جيش الإسلام”، إضرابه المفتوح عن الطعام لليوم الرابع عشر في السجون الفرنسية، احتجاجاً على ما يصفه بالتعذيب النفسي والجسدي الذي يتعرض له، وسط تدهور حالته الصحية.

مأساة متواصلة داخل السجن

وفقاً لرسالة نقلها محامي نعمة في 5 أكتوبر 2024، يعاني المعتقل من أوضاع إنسانية وصحية متدهورة داخل زنزانة انفرادية بمساحة مترين مربعين فقط، حيث يفتقر إلى التهوية والشمس، ما تسبب في إصابته بأمراض تنفسية وضعف مناعي. كما أدى منع الخروج إلى ساحة التنفس إلى إصابته بداء الدوالي والتهاب الوريد الخثري، إضافة إلى تجلطات دموية تستدعي متابعة طبية مستمرة.

نعمة، المصنف كـ”سجين فائق الخطورة”، يخضع لمراقبة دقيقة تُجبره على الاستيقاظ كل ساعة ليلاً ونهاراً، عبر فتح نافذة زنزانته وإشعال أضواء شديدة. هذا النظام القاسي أثّر على نومه وحالته النفسية، خاصة مع تكرار عمليات تفتيش يومية بفرق مجهزة بكلاب مدربة وعناصر مقنعة.

مطالب مشروعة وشروط لإنهاء الإضراب

حدد نعمة شروطه لإنهاء الإضراب، أبرزها:

  • وقف التفتيش الجسدي المهين.
  • السماح له بالصلاة في السجن الحالي أو نقله إلى سجنه السابق حيث تتوفر ساحات مناسبة للتنفس.
  • الاستجابة لطلبات الوحدة الطبية بالسماح له بالمشي لتجنب تفاقم حالته الصحية.

وأكد نعمة أنه يحمل السلطات الفرنسية المسؤولية عن أي تدهور إضافي في حالته الصحية، سواء بسبب الإضراب أو سوء المعاملة.

اقرأ أيضاً: عاصفة مطرية تتسبب بأضرار جسيمة في مخيمات النازحين شمالي حلب

إجراءات أمنية مبالغ فيها

في رسالته، انتقد نعمة الإجراءات الأمنية المبالغ فيها عند نقله للمحكمة، حيث تُغلق الشوارع وترافقه مواكب أمنية تُقدر تكلفتها بمبالغ باهظة، مؤكداً أنها إجراءات غير مبررة وتستهلك موارد الدولة دون داعٍ.

عائلة نعمة: انتهاكات غير مسبوقة

عبرت عائلة نعمة عن استيائها الشديد من استمرار السلطات الفرنسية في انتهاك حقوقه، مشيرة إلى تعرضه لتعذيب جسدي ونفسي وحرمانه من أبسط حقوقه، مثل الاتصال بعائلته أو زيارتهم له. وأكدت أن هذه الممارسات تخالف القانون الفرنسي والمبادئ التي تتشدق بها باريس عن الحريات وحقوق الإنسان.

كما أوضحت العائلة أن محاولات جهة الادعاء تجنيد شهادات ضده بوعود التأشيرات والعمل تثير تساؤلات حول نزاهة القضية. وأكدت أن ما يحدث مع نعمة قد يكون نذير خطر على مستقبل العدالة في فرنسا.

دعوات للتضامن وحقوق غائبة

دعت العائلة منظمات حقوق الإنسان المحلية والدولية إلى التدخل لإنهاء ما وصفته بـ”المهزلة”، مطالبةً المجتمع الفرنسي بالتصدي لانتهاكات تُمارس تحت غطاء القانون. كما أكدت أن معاناة والديه وأقربائه المستمرة، خاصة والدته التي تدهورت حالتها الصحية، تستدعي موقفاً إنسانياً عاجلاً.

ردود فعل متباينة

أثارت صور نُشرت سابقاً تُظهر آثار تعذيب على جسد نعمة، والتي أكدت العائلة صحتها، جدلاً واسعاً في الأوساط الحقوقية والإعلامية. بينما طالب البعض بالتحقق من الصور، أعرب آخرون عن قلقهم من الانتهاكات المزعومة داخل السجون الفرنسية.

 صرخة من زنزانة مظلمة

يبدو أن قضية مجدي نعمة تكشف عن تحديات تواجه العدالة الفرنسية في ظل اتهامات بالتحيز السياسي وانتهاك حقوق الإنسان. في ظل استمرار إضرابه عن الطعام، يبقى التساؤل قائماً: هل ستتحرك السلطات لإنصافه أم سيظل أسير ظروف قاسية في أكبر سجون أوروبا؟

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط