استضافت دار الثقافة والمعارف (المركز الثقافي) في مدينة إدلب، بالتعاون مع مجمع ETC التعليمي ووزارة التربية والتعليم في حكومة الإنقاذ السورية، فعالية خاصة بمناسبة يوم الطفل العالمي، يوم الخميس الموافق 21 نوفمبر 2024. تضمنت الفعالية أنشطة مسرحية، إلى جانب مشاركة الطلاب المرشحين لجائزة السلام الدولية، وفرقة “صديق الطفل” المسرحية.
تسليط الضوء على حقوق الطفل
في حديث لصحيفة حبر، أوضح حسن جمعة، مدير العلاقات العامة في دار الثقافة والمعارف، أهداف الفعالية قائلاً:
“الهدف الأول والأهم كان تسليط الضوء على حقوق الطفل بشكل عام وحق الطفل السوري بشكل خاص، لتعزيز شعورهم بالأمان وممارستهم حقوقهم بعيداً عن الخوف من القصف والتهجير.”
وأضاف جمعة: “مثل هذه الفعاليات تشجع الأطفال في الشمال السوري على بناء مهاراتهم، وتمنحهم الإحساس بأن هناك من يدعمهم للوصول إلى أهدافهم.”
من جانبه، قال إيهاب زكور، مدير مجمع ETC التعليمي:
“الهدف من الفعالية هو التأكيد على حقوق الطفل، خاصةً مع ترشح الطفلين أحمد وسنا الزير لجائزة السلام الدولية.”
وأكد زكور على دور المجمع في دعم المواهب قائلاً:
“لدينا برامج داعمة مرافقة للعملية التدريسية تهدف إلى تنمية وتشجيع الأطفال الموهوبين، من خلال توفير مستلزمات تطوير مهاراتهم في مجالات متعددة كالرسم والروبوت، باستخدام أحدث التقنيات والبرامج، وتوفير بيئة تعليمية آمنة بإشراف كادر تدريسي متمكن.”
المسرح وسيلة لدعم الأطفال
لعب المسرح دوراً محورياً في الفعالية، حيث قدم الدعم النفسي للأطفال من خلال المسرحيات الترفيهية التي ساعدتهم على الخروج من أجواء الحرب وأصوات التفجيرات.
قال محمد بدلة، الملحن والموزع الموسيقي في فرقة “صديق الطفل” المسرحية:
“تأسست فرقة صديق الطفل عام 2002 كفرقة تطوعية تهدف إلى تعريف الأطفال بحقوقهم وواجباتهم.”
وشاركت الفرقة في الفعالية من خلال تقديم أنشودة حقوق الطفل ومسرحية “وطن الطائر”، التي تركت أثراً إيجابياً على الصعيدين النفسي والفكري للأطفال. كما أشار بدلة إلى أعمال الفرقة السابقة مثل مسرحيات “كازو النظيف”، “زقزوق وحكايته مع الصندوق”، و”مقلب المدير”، التي تهدف إلى التوعية بمخاطر الإنترنت وتعزيز السلوك الإيجابي.
إنجازات طموحة رغم الحرب
رغم الحرب المستمرة والظروف المعيشية القاسية، استطاع الطفلان أحمد وسنا الزير الترشح لجائزة السلام الدولية.
قال والد الطفلين، عبد الكريم الزير:
“لم يكن نجاح أحمد وسنا وليد اللحظة، بل هو ثمرة تعب سنوات طويلة. عملت أنا وزوجتي لجين قصاص على دعم أطفالي منذ مراحلهم الدراسية الأولى، وتنمية مواهبهم بقدر الإمكان.”
أما أحمد، البالغ من العمر 17 عاماً، فقد أوضح سبب ترشحه قائلاً:
“اختراعي لتطبيق يساعد الأطفال المصابين بمرض السكري على إدارة حالتهم الصحية بإشراف أحد الوالدين هو ما أوصلني إلى هنا.”
ويتميز التطبيق بواجهات تفاعلية تتضمن ألعاباً ونصائح، وتقارير يومية تُرسل للطبيب المتابع.
أما سنا، فقدمت مشروعاً لمساعدة المكفوفين باستخدام عصا ذكية تعتمد على حساس المسافة ومزودة بميزات إضافية مثل مصباح LED لتنبيه المارة ليلاً، ونظام GPS لتحديد المواقع.
وقالت سنا: “الشبكة السورية لحقوق الإنسان رشحتنا لجائزة السلام، وقد تجاوزنا مراحل عديدة من بين 118 طفلاً، ونحن الآن في المرحلة النهائية.”
استمرار دعم الأطفال والمواهب
أكدت هناء دهنين، مديرة مكتب شؤون المرأة في دار الثقافة والمعارف، أن الدار مستمرة في تقديم الدعم للأطفال من خلال فعاليات متنوعة، مثل المسابقات وحفلات الفنون والكتابة، لاستقطاب المواهب وبناء شخصيات متزنة قادرة على النهوض بالمجتمع.
ختامٌ برسالة أمل
جاءت فعالية يوم الطفل العالمي في إدلب بمثابة منصة تعكس قدرات الأطفال السوريين رغم التحديات، وتؤكد على أهمية دعم حقوقهم ومواهبهم لبناء مستقبل أفضل.