ردع العدوان تبدأ يومها الثالث.. الثوار يكسرون الخطوط الحمراء ويغيرون موازين القوى

30

في مشهد يعيد رسم الخارطة الميدانية شمال سوريا، اختتمت فصائل المعارضة السورية، تحت لواء “إدارة العمليات العسكرية”، يومها الثاني من عملية “ردع العدوان” بتحقيق تقدّم استراتيجي نوعي على جبهات ريفي حلب وإدلب، إلى جانب ضربة موجعة في قلب مدينة حلب، في تصعيد لم يسبق له مثيل منذ انطلاق الثورة.

هجوم خاطف وأسلحة نوعية
أطلقت الفصائل صباح الأربعاء عملية “ردع العدوان”، في ردّ مباشر على تصعيد النظام السوري وميليشيات إيران وروسيا ضد المدنيين. وشهدت العملية استخدام الطائرات المسيّرة من طراز FPV والقصف المدفعي المكثف على مواقع استراتيجية للنظام. ووفق العقيد حسن عبد الغني، المتحدث باسم غرفة عمليات “الفتح المبين”، فإن الهدف الرئيسي للعملية هو “كسر المخططات الإيرانية وإعادة المهجرين إلى أرضهم”.

إنجازات ميدانية تاريخية
في أول يومين من العملية، استعادت الفصائل أكثر من 35 قرية ونقطة، بما في ذلك قرى استراتيجية مثل الزربة وخان العسل وميزناز وكفر داعل، مما مكّنها من قطع الطريق الدولي (حلب-دمشق). كما سيطرت على مواقع حيوية مثل عقدة عالم السحر وتلة الراقم، إلى جانب اغتنام مدافع ميدانية وعربات قتالية ومستودعات ذخيرة.

اقرأ أيضاً: الفوج 46.. انهيار القاعدة العسكرية الأكبر للنظام في ريف حلب…

وفي تطور مثير، استهدفت طائرة مسيّرة تابعة لإدارة العمليات موقعًا للنظام في مدينة حلب، ما أسفر عن مقتل ضابط برتبة عميد. ووثّقت غرفة العمليات مقتل أكثر من 200 عنصر من قوات النظام والميليشيات الإيرانية خلال 48 ساعة فقط.

ضربة نوعية تطال الحرس الثوري
أكدت مصادر أمنية أن قائد الحرس الثوري الإيراني بحلب، العميد كيومرث بورهاشمي، لقي حتفه في عملية خاصة داخل مدينة حلب، حيث اقتحمت الفصائل اجتماعًا أمنيًا سريًا، وأوقعت عدداً من القتلى في صفوف كبار الضباط.

ردّ النظام: الانتقام من المدنيين
في المقابل، لجأ النظام وحلفاؤه إلى تصعيد القصف الجوي والمدفعي على المناطق المدنية، حيث استهدفت طائراتهم مدن وبلدات عدة أبرزها الأتارب، مخلفة قرابة 20 قتيلاً بينهم أطفال ونساء، إلى جانب عشرات الجرحى. وأفاد الدفاع المدني السوري بأن عدد ضحايا الهجمات بلغ قرابة 20قتيلاً و36 مصاباً خلال يوم الخميس.

إيران تُندّد وتحتمي بـ “أستانا”
من جانبها، وصفت الخارجية الإيرانية العملية بأنها “انتهاك صارخ لاتفاقات أستانا”، متهمة الفصائل الثورية بتقويض “مكتسبات خفض التصعيد”. وجاء ذلك في وقت فقدت فيه طهران أحد أبرز قادتها العسكريين في سوريا، مما يعكس حجم الخسائر التي تكبدتها خلال الأيام الماضية.

رسالة الثورة: لا خطوط حمراء بعد اليوم
عملية “ردع العدوان” ليست مجرد معركة ميدانية، بل إعلان جديد للثورة، ورسالة واضحة بأن الشمال السوري لن يبقى ساحة مفتوحة لعدوان النظام وميليشياته. وبينما تتوالى انتصارات الثوار ، تبقى القضية الأهم هي قدرة هذا الحراك على قلب معادلة التوازن وإعادة الأمل للملايين من أبناء الثورة السورية.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط