لحظة سقوط الأسد..يومٌ سيُخلّد في ذاكرة السوريين

عبد الملك قرة محمد

904

اليوم، الثامن من ديسمبر 2024، لن يكون كأي يوم آخر في تاريخ سوريا الحديث. إنه اليوم الذي سقط فيه نظام بشار الأسد بعد أكثر من خمسة عقود من حكم العائلة الذي استبدل أحلام السوريين بالكوابيس، وقيّد أجنحة وطنهم بشعارات خاوية من العدالة والحرية.

لم يكن سقوط الأسد مجرد حدث سياسي، بل لحظة تُمثل انتصارًا للكرامة السورية التي قاومت رغم الألم والقهر. إنها لحظة انتصار لجيل كامل حلم بوطن حر، ودفع ثمن ذلك بدماء أبنائه، وسنوات من التشرد، واللجوء، والاعتقال.

اقرأ أيضاً: دمشق..سقط النظام وهرب الأسد

في لحظة سقوطه، تتجسد أمامنا مشاهد سوريا الممزقة: المدن التي دُمرت، العائلات التي تشتتت، الأحلام التي دُفنت تحت الأنقاض. لكن في الوقت ذاته، ينهض في داخل كل سوري شعور متجدد بالأمل، أمل ببناء وطن جديد، وطنٍ قائمٍ على العدل والحرية، وطنٍ يعترف بكرامة الإنسان ويمنح أبناءه حقهم في العيش الكريم.

إن سقوط الأسد ليس نهاية المطاف؛ بل هو بداية طريق طويل وشاق لإعادة إعمار النفوس قبل الحجر، ولتضميد الجراح التي نزفت طويلاً. أمامنا تحديات ضخمة، تتطلب منا كسوريين أن نوحد جهودنا وننحي خلافاتنا جانبًا.

لنتذكر أن هذه اللحظة التاريخية ليست وليدة اليوم، بل جاءت نتيجة تضحيات عظيمة قدمها أبناء هذا الوطن. إنها ثمرة صبر الأمهات اللواتي انتظرن أبناءهن من المعتقلات، وصمود الأطفال الذين واجهوا الحرب ببراءتهم، وإصرار الشعب الذي لم يتخلَّ عن حلمه رغم القهر والجوع.

اليوم، ونحن نرى الطاغية يسقط، علينا أن نتذكر أن الحرية مسؤولية قبل أن تكون حقًا. وأن بناء سوريا الجديدة يتطلب إرادة جماعية وتكاتفًا شعبيًا يضع مصلحة الوطن فوق أي اعتبار.

سوريا اليوم تبدأ صفحة جديدة من تاريخها. صفحة بيضاء نكتبها بأيدينا، ونرسم فيها ملامح الوطن الذي يليق بتضحيات شهدائنا وبآمال أطفالنا. فلنكن على قدر هذه اللحظة التاريخية، ولنثبت للعالم أن سوريا تستحق الحياة.

سوريا حرة، وستبقى حرة.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط