إفراج مثير للجدل.. المذيعة رائدة وقاف تعلن إطلاق سراح شقيقها اللواء قصي وقاف

31

أعلنت المذيعة المعروفة بولائها لنظام الأسد السابق، رائدة وقاف، عن إطلاق سراح شقيقها اللواء قصي وقاف، وذلك بعد أن ناشدت الإدارة السورية الجديدة والرئيس الانتقالي أحمد الشرع للإفراج عنه، مؤكدة أنه بريء من أي تهم موجهة إليه.

وفي منشور لها، عبرت وقاف عن شكرها العميق لجهود كل من الشيخ أبو عمار ياسر الحاج علي، قائد حركة رجال الكرامة في أشرفية صحنايا، والشيخ أبو علي خالد محمد الحسين، المسؤول الأمني في صحنايا والأشرفية بدمشق، لدورهم في الإفراج عن شقيقها.

جدل واسع حول معايير الإفراج عن المعتقلين

أثار إطلاق سراح قصي وقاف موجة من الانتقادات الحادة، حيث استنكر العديد من النشطاء والمراقبين عدم إطلاق سراح آلاف المعتقلين في السجون التي تديرها الإدارة السورية الجديدة، لا سيما في معتقلات إدلب.

ونشر عدد من الناشطين شهادات تؤكد عدم استجابة إدارة العمليات العسكرية وإدارة الأمن العام لمطالب الكشف عن مصير المعتقلين المحسوبين على الثورة، بينما تم الإفراج عن قصي وقاف بعد مناشدة من شقيقته، مما أثار تساؤلات حول مدى الشفافية والعدالة في عمليات الإفراج.

رائدة وقاف.. إعلامية صنعتها المحسوبيات

الصحفي محمد منصور، الذي عمل مع رائدة وقاف في عدة برامج بالتلفزيون السوري، كشف في شهادة مثيرة للجدل أن وقاف دخلت المجال الإعلامي بوساطة من زوجة عمها، المذيعة الشهيرة ماريا ديب، التي كانت تشغل منصب رئيسة شعبة المذيعين، مؤكدًا أن انتماءها الطائفي وعلاقاتها القوية مع أركان جيش النظام، ومن بينهم شقيقها اللواء قصي وقاف، ساهمت بشكل كبير في صعودها المهني.

ووفقًا لمنصور، فإن وقاف استفادت من النظام الطائفي بشكل واسع، حيث تولت عدة مناصب، من بينها نائبة رئيس اتحاد الصحفيين، ثم أصبحت عضوًا في مجلس الشعب، ممثلة عن مدينة دمشق، رغم أنها لا تنتمي إليها انتخابيًا.

وأشار إلى أن المعيار الأساسي لتقدمها المهني لم يكن الكفاءة، بل ولاؤها للنظام، وانتماؤها الطائفي، إضافةً إلى علاقاتها القوية مع ضباط وألوية في الجيش والمخابرات.

دور إعلامي مشبوه ودفاع عن جرائم النظام

تعرضت رائدة وقاف لانتقادات واسعة بسبب دورها الإعلامي المشبوه، حيث كانت من أبرز المدافعين عن نظام الأسد البائد، وتجاهلت الجرائم والانتهاكات التي ارتكبها بحق ملايين السوريين، من القصف بالبراميل المتفجرة والأسلحة الكيميائية، إلى عمليات التهجير القسري والتعذيب في المعتقلات.

وفي هذا السياق، استذكر الصحفي محمد منصور إحدى الحلقات المثيرة للجدل التي قدمتها وقاف، والتي كذبت خلالها صور أحمد البياسي، الشاب السوري الذي تعرض للإهانة والتعذيب في ساحة البيضا، معتبرة أن الصور مفبركة، واستقبلت في برنامجها متصلًا ادّعى أن المشاهد ليست من بانياس، بل من العراق، وأن الأشخاص الظاهرين فيها هم مقاتلون من قوات البشمركة.

تاريخ إعلامي حافل بالمحسوبيات والفساد

بدأت رائدة وقاف مسيرتها الإعلامية في إذاعة دمشق، قبل أن تنتقل إلى التلفزيون السوري، حيث خضعت لدورات تدريبية مع محطات عالمية مثل BBC. وخلال مسيرتها، تولت إدارة قناة سوريا دراما بين عامي 2015 و2018، لكنها أقيلت لاحقًا وسط اتهامات بالفساد، حيث وردت تقارير تفيد بتلقيها رشى من المعلنين مقابل منحهم مساحة أكبر على الشاشة.

كما شغلت وقاف منصبًا في لجنة إعادة تقييم مذيعي ومذيعات التلفزيون الرسمي، وكان لها دور في تصفيات إعلامية استهدفت المذيعين غير الموالين للنظام.

وخلال سنوات الحرب، رافقت الميليشيات الموالية للنظام في عدة معارك، حيث قدمت تغطيات إعلامية تدعم الهجمات العسكرية ضد المدنيين.

إفراج خاص أم بداية لتغييرات أوسع؟

في ظل الجدل الدائر حول إطلاق سراح قصي وقاف، يطرح مراقبون تساؤلات حول ما إذا كان هذا القرار حالة استثنائية بسبب نفوذ عائلته، أم أنه يمثل بداية تغييرات أوسع في سياسات الإدارة السورية الجديدة فيما يتعلق بالمعتقلين.

ويبقى السؤال الأكبر: هل ستتخذ الإدارة الجديدة خطوات فعلية لإنهاء ملف الاعتقال السياسي في سوريا، أم أن معايير الإفراج ستظل قائمة على النفوذ والمحسوبيات؟

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط