ميليشيا “قسد” تواصل قمع المدنيين في شرق سوريا

74

تشهد المناطق الخاضعة لسيطرة ميليشيا “قسد” في شمال وشرق سوريا تصعيدًا خطيرًا في عمليات القتل والاعتقال والانتهاكات بحق المدنيين، وسط حملات مداهمة متزايدة، واعتقالات عشوائية، وممارسات قمعية ممنهجة.

ضحايا برصاص القنص والتعذيب في سجون “قسد”

أفادت مصادر محلية بمقتل الشاب قصي عدنان حسن الفزاع قنصًا برصاص قناصي ميليشيا “قسد” على ضفة نهر الفرات بالقرب من مدينة القورية، وهو من أبناء بلدة ذيبان شرق دير الزور. وتكررت عمليات القنص في المناطق الفاصلة بين مناطق سيطرة الدولة السورية وميليشيا “قسد”، مستهدفة المدنيين دون رادع.

في سياق متصل، قتل الشاب إبراهيم خليل الحميدو تحت التعذيب داخل سجون “قسد” بعد اعتقاله لأكثر من أسبوعين، وفق ما أفاد به ناشطون من المنطقة الشرقية.

حملات مداهمة واعتقالات بالجملة في دير الزور والرقة والحسكة

شنت ميليشيات “قسد” حملة اعتقالات واسعة في بلدتي العزبة وطابية جزيرة شمالي دير الزور، حيث تم اعتقال عدد من المدنيين، فيما أصيبت سيدة بطلق ناري طائش أطلقه أحد عناصر الميليشيا أثناء مداهمة منزل حاكم الثاني في بلدة غرانيج بريف دير الزور.

اقرأ أيضاً:  شام FM، السلطة والإعلام، ذراع النظام الناعمة

وامتدت المداهمات إلى بلدة محيميدة بريف دير الزور الغربي، حيث اعتقلت “قسد” شابين، كما اقتحمت بلدة تل الشاير شرق الحسكة وقريتي الحريري والعوض التابعتين لمدينة الشدادي، إضافة إلى ريف الرقة الشرقي، حيث شنت حملات دهم واعتقال طالت عشرات الأشخاص.

وفي بلدة البصيرة، استهدفت المداهمات منازل عناصر منشقين عن “قسد”، حيث اعتقلت عددًا منهم، بينهم الشاب علي محمد الخلف، الذي تم اقتحام منزله في بلدة محيميدة.

ووفق مصادر محلية، داهمت دوريات “قسد” قرية التوامية التابعة لمدينة البصيرة، واعتقلت عددًا من المنشقين بأسلوب وصف بـ”الهمجي”، تخلله اقتحام المنازل بالقوة وتخريب محتوياتها.

عمليات نهب وسرقة ممنهجة برعاية “قسد”

أكدت مصادر إعلامية أن ميليشيات “قسد” تواصل نهب الممتلكات العامة والخاصة، حيث قامت بنقل 6 جبالات أسمنت ومجبل تابع لمؤسسة الإسكان العسكري من شمال الرقة إلى مدينة القامشلي، في إطار عمليات استيلاء ونهب ممنهجة طالت المنشآت الحكومية والبنية التحتية منذ سيطرتها على المنطقة.

الوضع الأمني المتدهور.. عمليات اغتيال وهجمات متصاعدة

تزايدت الهجمات التي تستهدف حواجز ودوريات “قسد” في المنطقة الشرقية، حيث تعرضت نقاط عسكرية تابعة للميليشيا لهجمات مسلحة في شرق دير الزور وبلدة الكرامة شرق الرقة. كما شهدت مدينة الطبقة غرب الرقة استنفارًا أمنيًا مكثفًا بعد انتشار حواجز مؤقتة بحجة ملاحقة مطلوبين.

في المقابل، تعرضت مواقع “قسد” في جبل البصيرة شرق دير الزور لهجوم مسلح مجهول المصدر، فيما أعلنت قوات “الكوماندوس” التابعة لـ”قسد” تنفيذ عملية أمنية في بلدة مركدة بريف الحسكة، زاعمة أنها استهدفت “خلية خطيرة” تابعة لتنظيم “داعش”.

تزايد النقمة الشعبية مع استمرار الانتهاكات

أفادت شبكة فرات بوست بأن المناطق الخاضعة لسيطرة “قسد” في الرقة والحسكة ودير الزور تشهد حملات اعتقال عشوائية طالت عشرات الأشخاص، بينهم أطفال وكبار في السن، بتهم مختلفة، منها الانتماء إلى خلايا تنظيم “داعش” أو قوات العشائر أو النظام السوري.

في المقابل، تستمر حالات الانشقاق والهروب من صفوف “قسد”، حيث يسعى العديد من عناصرها إلى الفرار نحو مناطق سيطرة الدولة السورية. وردًا على ذلك، شنت “قسد” حملات دهم استهدفت منازل المنشقين، واعتقلت أفرادًا من أسرهم، بمن فيهم كبار السن، للضغط عليهم لتسليم أنفسهم.

وفي حادثة صادمة، لقيت السيدة هويلة خضر الغرير (50 عامًا) مصرعها في سجن علايا بمدينة القامشلي، بعد اعتقالها لمدة ثلاثة أشهر، حيث كانت “قسد” تحتجزها للضغط على ابنها لتسليم نفسه. ورغم تدخل وجهاء المنطقة للتوسط لإطلاق سراحها، رفضت الميليشيا الإفراج عنها، متهمة إياها بـ”التواصل مع الجيش السوري الحر”.

الوضع مرشح لمزيد من التصعيد

تواصل ميليشيا “قسد” فرض قبضتها الأمنية بالقوة على المناطق التي تسيطر عليها، وسط تصاعد حالة الغضب الشعبي بسبب الانتهاكات الجسيمة التي تطال المدنيين. ومع ازدياد الهجمات ضد مواقعها، يبدو أن المنطقة مقبلة على مزيد من التصعيد والفوضى الأمنية، في ظل استمرار الاعتقالات، وعمليات القتل، والقمع الممنهج ضد الأهالي.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط