حذرت السفارة الأمريكية في دمشق من محاولات إيران لإعادة ترسيخ نفوذها في سوريا، مؤكدة أن هذه التحركات تهدد الاستقرار الإقليمي.
وجاء ذلك على لسان السفيرة دوروثي شيا، القائمة مؤقتًا بأعمال الممثل الدائم للولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، التي شددت خلال إحاطة أمام مجلس الأمن على أن “المؤشرات التحذيرية لنفوذ إيران الخبيث في سوريا واضحة للغاية”.
ودعت شيا المجتمع الدولي إلى الضغط على طهران لوقف أنشطتها التي وصفتها بأنها “مزعزعة للاستقرار”.
التدخل الإيراني عبر وكلاء ومخاوف أمريكية من تهديدات إقليمية
وأشارت السفيرة الأمريكية إلى أن نظام الأسد سمح لإيران ووكلائها، بما في ذلك حزب الله، باستخدام الأراضي السورية لتهديد الأمن الإقليمي وتهريب الأسلحة، مما يعمق حالة عدم الاستقرار في المنطقة.
وأضافت أن واشنطن قلقة من تأثير هذه التحركات على الأمن الإقليمي، خصوصًا في ظل محاولات إيران لاستغلال الفراغ السياسي والأمني في دمشق.
نفي سوري للتقارير حول استئناف العلاقات مع إيران
في المقابل، نفت مصادر دبلوماسية سورية ما تداولته بعض وسائل الإعلام عن إرسال دمشق دعوات لإيران بهدف استئناف العلاقات. وأكدت المصادر أنه لم يتم إجراء أي اتصالات مباشرة مع طهران.
اقرأ أيضًا: حركة رجال الكرامة تلقي القبض على متهمين بجريمة قتل مروعة في السويداء
كما أشارت إلى أن دمشق طلبت من المسؤولين الروس الضغط على إيران لوقف محاولاتها في زعزعة الاستقرار السوري.
محاولات إيران لإعادة ترسيخ نفوذها وأوراق الضغط المستخدمة
وفقًا لمصادر دبلوماسية، تسعى إيران إلى استعادة نفوذها في سوريا لتحقيق أهداف متعددة، منها الحفاظ على التوازن السياسي في المنطقة واستعادة وجودها الاقتصادي، خاصة عبر الوصول إلى الموانئ السورية على البحر المتوسط. وأفادت تقارير بأن طهران استخدمت أوراق ضغط مؤثرة، بما في ذلك احتواء ضباط سوريين سابقين وتدريبهم في معسكرات تابعة للحرس الثوري قرب الحدود العراقية الإيرانية، مما يعزز نفوذها الأمني في سوريا.
حذر سوري واستراتيجية توازن في التعامل مع إيران
تدرك دمشق أن التصعيد مع إيران قد يؤدي إلى تهديدات أمنية خطيرة، خاصة في ظل الفوضى الأمنية التي تشهدها سوريا منذ سقوط النظام السابق. لذلك، تعتمد الحكومة السورية سياسة الحذر في التعامل مع محاولات إيران لإعادة ترسيخ نفوذها، مع السعي للحفاظ على علاقاتها مع الحلفاء الدوليين، خاصة روسيا.
لمتابعة كل جديد اشترك في قناة صحيفة حبر على واتساب اضغط هنا
تصريحات إيرانية متباينة حول العلاقة مع سوريا
وأشار الممثل الخاص لوزير الخارجية الإيراني للشأن السوري، محمد رضا رؤوف شيباني، إلى أن إيران على اتصال غير مباشر مع دمشق، وأكد على أن طهران تتابع التطورات في سوريا بعناية. في المقابل، صرح وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي بأن إيران ليست في عجلة من أمرها لإقامة علاقات مع السلطات السورية الجديدة، مما يعكس حالة من التخبط في السياسة الإيرانية تجاه سوريا بعد سقوط نظام الأسد.
قلق دولي ومراقبة مستمرة للتطورات
أثارت التحركات الإيرانية وتصاعد النفوذ الإقليمي قلقًا دوليًا، خاصة في ظل التقارير التي تشير إلى أن إيران تسعى إلى توسيع وجودها العسكري والاقتصادي في سوريا. وتراقب الولايات المتحدة وحلفاؤها عن كثب التطورات في المنطقة، في وقت تتصاعد فيه الدعوات الدولية لمواجهة النفوذ الإيراني في الشرق الأوسط.