“قسد” تنفي علاقتها بحزب العمال الكردستاني

45

أثارت دعوة زعيم حزب العمال الكردستاني، عبد الله أوجلان، لحلّ الحزب وإلقاء السلاح، ردود فعل متباينة، خاصة من قبل الأطراف الكردية في سوريا. حيث أكدت ممثلة “مجلس سوريا الديمقراطي” (مسد) في واشنطن، سينم محمد، أن “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) ليست معنية بهذه الدعوة، نافية أي ارتباط بين “قسد” وحزب العمال الكردستاني (PKK).

“قسد” توضح موقفها من دعوة أوجلان

في مقابلة مع قناة “الحرة”، قالت سينم محمد: “هذه الدعوة ستؤثر إيجابيًا على شمال شرقي سوريا والبلاد عمومًا، لأن تركيا دائمًا تتحجج بأن هناك عناصر من حزب العمال الكردستاني في المنطقة، مما يمنحها ذريعة لتنفيذ عمليات عسكرية ضدنا”.

وأضافت أن “قسد” ليست ضد إلقاء السلاح، لكنها لن تفعل ذلك إلا في حال انتفاء التهديدات على مناطقها، مشيرة إلى استمرار الهجمات التركية على مناطق مثل سد تشرين وجنوب كوباني، بالإضافة إلى تهديدات تنظيم “داعش”.

أما عن العلاقة مع السلطة الجديدة في سوريا، فقد أكدت أن هناك “حوارات جارية مع دمشق لبحث آلية انضمام قسد إلى وزارة الدفاع السورية”، مشددة على ضرورة بناء جيش وطني يمثل جميع السوريين. كما أعربت عن أسفها لعدم دعوة “مسد” لحضور مؤتمر الحوار الوطني الذي نظمته السلطة الانتقالية السورية، واصفة ذلك بأنه “استمرار لسياسة التهميش”.

مظلوم عبدي: الدعوة لا تشمل مناطق شمال شرقي سوريا

من جهته، أكد القائد العام لـ “قسد”، مظلوم عبدي، أن دعوة أوجلان كانت موجهة حصريًا لمقاتلي حزب العمال الكردستاني، وليست لشمال شرقي سوريا.

وقال عبدي في مؤتمر صحفي عبر الفيديو من واشنطن: “زعيم حزب العمال الكردستاني أرسل إلينا رسالة أيضًا، وأوضح فيها وجهة نظره، ونحن ننظر إليها بشكل إيجابي”.

اقرأ أيضاً: تركيا تؤكد دعمها لتعزيز القدرات الدفاعية السورية وترفض…

وأوضح أن الدعوة تستهدف المقاتلين في قنديل وليس “قسد”، لكنه أقرّ بأن وقف إطلاق النار بين حزب العمال الكردستاني وتركيا سيؤثر إيجابيًا على شمال شرقي سوريا أيضًا.

وحول الوجود العسكري الأمريكي، قال عبدي: “لم يتم إبلاغنا بأي انسحاب للقوات الأمريكية من المنطقة، ونحن بحاجة لوجودها لمواجهة تهديدات داعش وتركيا”.

رسائل أوجلان الثلاث: واحدة منها إلى “قسد”

في السياق ذاته، كشفت المتحدثة باسم حزب “المساواة والشعوب الديمقراطي” في تركيا، عائشة غول دوغان، أن عبد الله أوجلان أرسل ثلاث رسائل، واحدة منها إلى قيادة “قسد” في شمال وشرق سوريا، بينما وُجهت الرسالتان الأخريان إلى اتحاد مجتمعات كردستان في قنديل، والمؤتمر الوطني الكردستاني في أوروبا.

ورغم أن محتوى الرسائل لم يُكشف بالكامل، فإن محللين يرون أن أوجلان يحاول التأثير على المشهد الكردي في سوريا والعراق وتركيا، في وقت حساس تمر به المنطقة.

أوجلان في نداء تاريخي: حزب العمال يجب أن يحلّ نفسه

وفي بيان تاريخي، دعا عبد الله أوجلان، يوم 27 فبراير/شباط 2025، حزب العمال الكردستاني إلى حل نفسه وإلقاء السلاح، معتبرًا أن الحزب استكمل دوره التاريخي ولم يعد قادرًا على مواكبة التطورات السياسية والاجتماعية.

وقال أوجلان إن الحزب نشأ في القرن العشرين في ظروف صراع عالمي، لكنه لم يعد مناسبًا للواقع الحالي. وأكد أن الحلول القومية التقليدية مثل الفيدرالية أو الحكم الذاتي ليست كافية، داعيًا إلى بناء “مجتمع ديمقراطي” في تركيا والمنطقة.

كما شدد على أن الجمهورية التركية في مئويتها الثانية يجب أن تتبنى الديمقراطية بشكل كامل لضمان الاستقرار، معتبرًا أن “الطريق الوحيد إلى المستقبل هو التوافق الديمقراطي”.

كيف ستؤثر دعوة أوجلان على المشهد الكردي؟

هذه الدعوة غير المسبوقة قد تُحدث تحولات كبيرة في المشهد الكردي، خصوصًا في ظل العلاقة المعقدة بين “قسد” وحزب العمال الكردستاني.

1. التأثير على العلاقة بين “قسد” وتركيا
لطالما اعتبرت أنقرة أن “قسد” امتداد لحزب العمال الكردستاني، وهو ما تنفيه “قسد”. وإذا تم تنفيذ دعوة أوجلان، فقد تقلص تركيا مبررات هجماتها على شمال شرقي سوريا.

2. انعكاساتها على الحوار مع دمشق
من المحتمل أن تعزز هذه الخطوة فرص الحوار بين “قسد” والسلطة الانتقالية في سوريا، خاصة مع استمرار المحادثات حول مستقبل المنطقة.

3. مستقبل الدعم الأمريكي
في حال أُحرز تقدم في التسوية السياسية، قد تواجه الولايات المتحدة ضغوطًا لتقليص دعمها لـ”قسد”، مما سيدفع الأخيرة لإيجاد حلول بديلة لضمان أمن مناطقها.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط