مقاذيف الصيد الطائشة تخلق حالة ذعر لدى سكان المخيمات العشوائية

حسن كنهر الحسين 

0 387

 

تُعدُّ المنطقة الموجودة في شمال غرب سورية (ريف سلقين، وحارم) التي يمرُّ من خلالها نهر العاصي منطقة حراجية غنية بحيوانات الصيد التي تعدُّ مقصدًا للصيادين، إلا أن تلك المنطقة مكتظة بالمخيمات العشوائية المنتشرة تحت الأشجار، وتسقط عليها المقاذيف العشوائية التي يطلقها الصيادون بشكل عشوائي.

 

عشرات الصيادين يجوبون تلك المنطقة ذهابًا وايابًا بحثًا عن صيدهم، وبحسب (أدهم العامر) أحد الصيادين، فإن “تلك المنطقة تُعدُّ مرتعًا للعديد من الطيور المهاجرة والأرانب البرية التي تبحث عن المياه، حيث تجد تلك الطيور في نهر العاصي موضع استراحة لها لإكمال مسيرتها، فنقوم برفقة عدد من الصيادين بالتربص لها إما عن طريق نصب شِراك لتقع بها، أو من خلال نصب جهاز يصدر أصواتًا تجذب تلك الطيور وخاصة (الفري) أو من خلال إطلاق النار عليها بشكل مباشر لحصد أكبر عدد منها”.

 

حالة خوف لدى أهالي المخيمات نتيجة الصيد العشوائي:

إطلاق النار بشكل عشوائي وضع سكان المخيمات الموجودة في تلك المنطقة في حالة ذعر وخوف جراء تلك المقاذيف الطائشة التي تتساقط عليهم بشكل يومي من قبل بعض الصيادين الذين يجهلون وجود تلك الخيم، لا سيما أن غالبيتها تم نصبها بشكل عشوائي تحت الأشجار وعلى حواف الطرقات، إضافة إلى كون تلك المخيمات تفتقر وجود نقطة طبية قريبة، فالنقطة الطبية القريبة تبعد قرابة 7كم.

تقول (أم عمر) التي تقطن إحدى تلك الخيام العشوائية: “يتساقط علينا بشكل يومي الكثير من المقاذيف الصغيرة (الخردق) من بنادق الصيادين، حيث نسارع للاختباء تحت أغصان الأشجار، لعدم وجود سقف نلجأ إليه، إلى أن يتوقف الإطلاق من قبل الصيادين.”

إصابة أحد الأطفال بمقذوف صيد طائش:

وبالرغم من صغر تلك المقاذيف، إلا أنها جعلت أصحاب تلك المخيمات يعيشون حالة من الذعر خوفًا على أنفسهم وأطفالهم المنتشرين بين أشجار الزيتون، يقول (أبو أحمد) الذي تعرض ولده منذ شهرين لجروح طفيفة إثر تساقط تلك المقاذيف الصغيرة عليه: ” تفاجأت بصراخ الأطفال خارج الخيمة، وعند خروجي منها وجدت ولدي (محمد) تسيل الدماء من كتفه وحوله عدد من تلك المقاذيف الصغيرة، نقلته إلى أحد مشافي مدينة (حارم) الذي يبعد عنا أكثر من 7 كم لعدم وجود نقطة طبية قريبة من الخيم التي نقطنها”.

يعزو (محمد سعيد) أحد قاطني تلك المخيمات تلك التصرفات للفوضى الدائرة في الدرجة الأولى؛ لعدم وجود قوانين أو ضوابط من الجهات المعنية لتقييد الصيد العشوائي في المنطقة، ووجود نوع من الاستهتار لدى بعض الصيادين الذين يطلقون النار بشكل عشوائي غير آبهين لوجود عشرات الأسر التي تقيم في تلك المنطقة، ويختم قوله: “حسبنا الله ونعم الوكيل على الوضع الذي جعلنا نعيش تحت الأشجار خارج بيوتنا.”

المقاذيف الطائشة مشكلة يصطدم معها سكان المخيمات العشوائية النائية في شمال غرب سوري بشكل يومي لتزيد من مرارة نزوحهم، لا سيما أن مجمل تلك الخيم تتبع لعائلات أو أشخاص لا يستطيعون نتيجة وضعهم المادي الاستئجار، ولم يحالفهم الحظ في الحصول على خيمة ضمن المخيمات التي تتبع للمنظمات.

اترك تعليقا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط