ثانوية ملّس للذكور.. إهمال من التربية وسط انعدام الدعم

أنس اليوسف

0 662

تعاني مدرسة (ملّس) للذكور من إهمال ونقص شديد في الخدمات، وانحدار في مستوى التعليم، الأمر الذي انعكس سلبًا على الطلاب والمدرسين على حدّ سواء.

صحيفة حبر سلَّطت الضوء على وضع المدرسة عن كثب، والتقينا بدايةً مدير المدرسة الأستاذ (محمد عفان)، الذي وصف لنا حال المدرسة قائلاً: “أبرز مشاكل المدرسة هو افتقارها للترميم، فالمدرس بحاجة شديدة لإعادة تأهيلها نتيجة الإهمال الشديد الذي تعرضت له من كافة النواحي التأهيلية، حيث حُوِّلت سابقًا إلى مركز إيواء للنازحين بعد الهجمة الأخيرة التي شنتها قوات الأسد على مناطق وقرى ريف إدلب الجنوبي.”
وأردف بقوله: “ربما أشد حاجة وجود مقاعد دراسية كافية للطلاب، إلا أن مديرية التربية تتجاهل ذلك رغم مطالبنا المتكررة من أجل تأمينها”.

انعدام الدعم وقرار التذكير والتأنيث حرم المدرسة من مدرسيها الأكفاء

تسبب انقطاع الدعم عن المدرسة، والقرار الذي طبَّقته مديرية التربية في مدارسها والذي يقضي بمنع تدريس المعلمة للذكور مع عدم تأمين المعلمات لسدّ النقص، أدى إلى حرمان المدرسة والطلاب من معلمين على قدر عالٍ من الكفاءة.

(علي زيدان) مدرس لمادة الفيزياء والكيمياء أوضح لنا السبب الذي دفعه لترك التدريس قائلاً: “عدم وجود راتب دائم دفعني لترك المدرسة من أجل العمل في مهنة أخرى وتأمين مصروف عائلتي، فضلًا عن بُعد المدرسة عن مكان إقامتي، إذ اضطر للقدوم على دراجتي الخاصة ودفع مبلغ مالي كبير في الشهر ولا مقابل مادي أعوضه”.

قرار التذكير والـتأنيث كان أحد الأسباب التي جعلت المدرسة فارغة من بعض معلميه، (ندى اليوسف) عملت متطوعة لعام دراسي كامل لمادتي (التاريخ والجغرافيا)، وفي هذا العام تركت المدرسة فانعكس ذلك سلبًا على حال الطلبة، تقول (ندى): “يؤلمني حال طلابي، فهم حتى الآن دون معلم للتاريخ والجغرافية، وهذا العام مُنعت من إعطائهم لكوني معلمة ولا يسمح لي بتدريس الذكور، والتربية إلى الآن لم تعين بديلًا لسد الشاغر.”

الأهالي يتمنون وضعًا أفضل لضمان مستقبل أبنائهم

كان المتضرر الأكبر هم الطلاب وأهاليهم الذين يتمنون وضعًا دراسيًا أفضل لأبنائهم، لكن وضع المدرسة حال بينهم وبين ما يتمنون، (أسامه النجار) ولي أمر أحد الطلاب شرح لنا الأثار السلبية لوضع المدرسة التي انعكست على أبنائهم قائلاً: “تسبب تأخر افتتاح المدرسة نتيجة احتوائها للنازحين، وعدم وجود كادر دراسي كافٍ، بتراجع أبنائي من الناحية الدراسية، وهذا يعدُّ تخريبًا حقيقيًا للتعليم، ونتائجه إن استمر على هذا النحو جيل لا يقرأ ولا يكتب”.

الطالب(بشر) قال لنا: “أعاني وزملائي من عدم وجود المعلمين، فنحن محرومون من إعطاء بعض الدروس لاسيما التاريخ والفيزياء، وهذا الأمر يسبب نقصًا في مستوانا التعليمي”.

المجمع التربوي بحارم يُوصِّف الحال ويُحذّر من استمرار الوضع بهذا الشكل

التقينا مدير المجمع التربوي في حارم الأستاذ (فهد ثعلب) الذي وصف حال المدارس بقوله: “قبل توقف الدعم كانت المدراس تسير بخطى مقبولة لأسباب عدة أبرزها عدم هجرة الكفاءات العلمية باتجاه الأعمال الحرة والمنظمات”.

مضيفاً: “لكن بعد توقف الدعم صار العمل تطوعيًا، إلا أنه يجب أن يكون حالة إسعافية مؤقتة، ولا يمكن أن تكون فكرة التطوع حلًا جذريًا، فالمدرس لن يصمد كثيرًا بالعمل دون أجر، وخصوصًا هو المعيل لأسرته في ظل سوء الأوضاع.

إن استمرار تخلي المنظمات أو الجهات المانحة عن الدعم التعليمي سيترتب على ذلك إغلاق العشرات من المدارس وفقدان غالبية الطلاب من فرصة الحصول على حقهم المشروع بالتعليم”.

ويأمل مدرسو وطلاب الشمال المحرر، لا سيما في إدلب وريفها، النظر في سير العملية التعليمية وإزالة كافة المعوقات التي تعترض طريقها.

اترك تعليقا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط