هي ناشطة حقوقية ومعارضة سورية، تنحدر من أسرة حمصية معروفة كان منها الرئيسان (لؤي، ونور الدين الأتاسي).
وُلدت سهير الأتاسي عام 1971 في دمشق، ووالدها (جمال الدين الأتاسي) الذي شارك إلى جانب (صلاح البيطار، وميشيل عفلق) في تأسيس حزب البعث عام 1947، وكان وزيرًا سابقًا في حكومة الأسد، والأمين العام السابق للاتحاد الاشتراكي المعارض،أما والدتها فهي (نور الأتاسي).
و(سهير) متزوجة من رئيس الائتلاف الوطني الحالي (أنس العبدة) منذ عام 2016، وهي حاصلة على إجازة في اللغة الفرنسية من جامعة دمشق، إضافة إلى أنها حاصلة على دبلوم في التربية من جامعة دمشق أيضًا.
وعملت (سهير) محامية بعد تخرجها من الجامعة، إضافة إلى الإنتاج السينمائي بسبب ولعها الكبير في الثقافة.
سهير الأتاسي و السياسة:
كان لسهير الأتاسي ميول سياسي كبير، فوالدها (جمال الأتاسي) سياسي له باع كبير في أطروحات الديموقراطية، فكانت انطلاقة سهيل السياسية من منزل والدها، حيث في عام 2001 أسست (منتدى الأتاسي)، الذي حمل اسم والدها، فتولت رئاسته مع 70 منتدى سياسيًا آخر، واستمرت حتى عام 2005، حيث أُغلق المنتدى بسبب كلمة ألقاها الناشط الحقوقي (علي العبد الله) وكان قد أرسلها له المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين السورية (علي صدر الدين البيانوني)، كما قام نظام الأسد في تلك الفترة بحظر نشاط الأندية وإغلاقها، واعتقال المشاركين فيها.
في عام 2009 وتحديدًا في أوائل ديسمبر، أعادت سهير نشاط منتداها عبر الفيسبوك من خلال إطلاق نشاط (الحركات المدنية السلمية)، ليصبح عدد أفراد منتداها 270 عضوًا سوريين من داخل سورية وخارجها، واهتم بكل الأمور المتعلقة بسورية من النواحي التالية: (الشباب السوري والمشاركة في النضال العام، والنضال السلمي، وهواجس جولانية كمأساة المهجرين).
سهير الأتاسي تنضم إلى صفوف الثورة السورية:
انطلقت الثورة السورية في 15 آذار عام 2011، فانضمت (سهير) إلى صفوفها، وشاركت في المظاهرات المطالبة بالحرية، وإخراج المعتقلين، فقام نظام الأسد باعتقالها، ولاسيما بعد ظهورها على قناة الجزيرة متحدثة عن الثورة السورية ثم أفرج عنها بكفالة مالية، لتنضم إلى المحامية الناشطة في حقوق الإنسان (رزان زيتونة) في لجان التنسيق المحلية في سورية، حيث عملتا سويًا على تشجيع العصيان المدني ضد (نظام الأسد).
ثم عملت على تأسيس( الهيئة العامة للثورة السورية) في آب 2011، التي ضمت أكثر من 40 مجموعة ثورية محلية، ثم تخفت (سهير الأتاسي) عن أعين نظام الأسد، حتى غادرت سورية في تشرين الثاني عام 2011 إلى فرنسا، وعملت من هنالك على تولي الهيئة من الخارج.
وفي 14 أكتوبر 2012 أعلنت تجديد وقوفها إلى جانب الثورة السورية،من خلال ظهورها في البدلة العسكرية في مدينة (تل أبيض) بعدما سيطرت عليها كتيبة (الفاروق) التابعة للجيش السوري الحر .
وساهمت (سهير الأتاسي) بتأسيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، وشغلت منصب نائب الرئيس فيه لدورتين متتاليتين قبل أن تقدم استقالتها عام 2013.
ثم عملت على تأسيس وحدة تنسيق الدعم (ACU)، التابعة للحكومة المؤقتة، واختيرت رئيسًا لها، ثم ساهمت في تأسيس الهيئة العليا للمفاوضات بعد مؤتمر الرياض لقوى الثورة السورية ومثلت الائتلاف الوطني فيها، وشاركت كعضو مفاوض في جنيف1و2.
ثم عادت الأتاسي إلى عضوية الائتلاف الوطني،لتعلن خروجها نهائيًا منه في أبريل 2018، بعد خروج الائتلاف الوطني عن مساره الحالي كما وصفت حينها.
وتعدُّ (سهير الأتاسي)حاليًا عضو في الهيئة العامة للثورة السورية، ومنتدى جمال الأتاسي للحوار الديمقراطي، وناشطة سياسية معارضة.