معرض “دفء القلوب” لنساء تعرضنَ للعنف

أميمة محمد

0 1٬043

 

أقام مكتب المبادرة السورية ورابطة المحامين السوريين الأحرار معرضًا لقطع الكروشيه (الصوف) بعنوان: “دفء القلوب”، يوم الأربعاء الماضي في مدينة الأتارب بريف حلب الغربي، وكانت منتجات المعرض بأيدي نساء متعرضات للعنف يتلقينَ خدمات الدعم النفسي في مركز المبادرة، ليعبرنَ بطريقتهنَّ الخاصة عن المعاناة التي يعشنَها في فسحة آمنة لإخراج الطاقة السلبية.

فكرة معرض (دفء القلوب) هو لنساء تعرضنَ للعنف، والغاية منه تعزيز قدرة الناجيات على الإبداع وممارسة عمل محبب ومفيد لهنَّ في حياتهنَّ العملية، وإخراجهنَّ من الصدمة النفسية التي مررن بها والعنف الأسري والجسدي والاجتماعي الممارس عليهنَّ.

(مريم) واحدة من النساء التقتهنَّ (صحيفة حبر)، وهي من المتعرضات للعنف، وحرمت من أبسط حقوقها بسبب معاملة زوجها اللاإنسانية كما وصفتها.

كيف عانت (مريم) من تعنيف زوجها؟

تروي مريم قصتها بمرارة قائلة: “طلب مني زوجي الإجهاض بعد زواجنا، وعندما رفضت أرسلني للعيش مع أهلي لحين ولادتي متجاهلًا مستلزمات الحمل، وعند ولادتي بفترة قصيرة بدا يقنعني بالتخلي عن طفلتي التوأم بحجة أن لديه أطفال من امرأة غيري وليس بحاجة لغيرهم، وعندما رفضت تركني دون إعطائي حقوقي وتسجيل الطفلتين في المحكمة.”

لمتابعة كل جديد اشترك في قناة صحيفة حبر على تلغرام بالضغط هنا

تجربة مريم مع مركز الدعم النفسي

أكملت(مريم) حديثها قائلة: “التحقت بمركز للدعم النفسي لاستشارة والبحث عن حل لمشكلتي، وتلقيت جلسات عديدة من الدعم والمساندة وأصريت على المشاركة بجميع الأنشطة والفعاليات التي يقوم بها مكتب المبادرة السورية للتخفيف من صدمتي وتحسين نفسيتي، وشاركت مع زميلاتي بإنتاج قطع من الكروشيه وملابس صوفية للأطفال، وتعلمت مهنة مفضَّلة لدي، والاستفادة الأهم أنني وجدت فسحة آمنة أستطيع من خلالها التعبير عمَّا في داخلي ومشاركة قصتي.”

وقد عرفت منظمة الصحة العالمية العنف القائم على النوع الاجتماعي والعنف الجنسي  SGBV)) بأنه “كل عمل مؤذٍ يُرتَكب بشكل متعمد تجاه النساء ويقوم على التمييز الاجتماعي بين الذكور والإناث، وينجم عنه معاناة نفسية أو جسدية أو جنسية أو إكراه الطرف الآخر.”

اقرأ أيضاً: آستانة 15.. هل تلبي تطلعات الشعب السوري أم تخدم الأسد

(غيداء عبيد) عاملة في الدعم النفسي بمكتب المبادرة السورية، أشارت إلى ضرورة القيام بمثل هذه الأنشطة؛ لنشر الوعي عند النساء الناجيات، والوصول بهنَّ إلى حقوقهم، وإخراجهنَّ من حالة الصدمة، وتعليمهنَّ مهنة تحت إشراف مدربة وخبيرة في حياكة الصوف مثلًا، وضرورة الوصول لأكبر عدد من المتعرضات للعنف للاستفادة من الجلسات التوعوية التي تُقدَّم حول أشكال العنف الجسدي والجنسي والتحرش والاغتصاب وغيرها الكثير من المحاور.

وعن الخدمات التي يقدمها المركز يخبرنا المحامي (نادر مطروح) مدير مكتب (المبادرة السورية)، أنها ” تتجلى في تقديم خدمات الدعم القانوني والدعم النفسي BSS ، وحملات المناصرة التي تم تنفيذها، كحملة العنف ضد الأطفال، وحملة 16يومًا لمناهضة العنف ضد المرأة والعنف الأسري، وحملة لمناهضة الاستغلال والتحرش في أماكن العمل بالتزامن مع أوقات معينة.”

مفهوم العدالة والتوثيق الجنائي.. حملة مهمة عملت عليها المبادرة السورية

ويكمل (مطروح): “من الحملات المهمة التي تمَّ العمل عليها مؤخرًا حملة (مفهوم العدالة) عبر جلسات وجولات ميدانية لتعزيز الوعي القانوني حول مفهوم العدالة والتوثيق القانوني لمحاسبة الجناة مستقبلاً، ويتم تقديم الاستشارات القانونية للجرائم الجنائية لضحايا العنف الجنسي، وتوثيق قصصهم. ”

الجدير ذكره أنه خلال الأشهر القليلة الماضية توفيت امرأة في مدينة (أطمة) نتيجة تعرضها للحرق من قبل زوجها، وأقبلت امرأة أخرى وهي قابلة قانونية على الرمي بنفسها من سطح البناء القاطنة فيه في بلدة (قورقانيا) إثر الضغط والتعنيف الجسدي الممارَس عليها من قبل والدها.

 

اترك تعليقا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط