الآبار المكشوفة خطر يهدد الأطفال في إدلب

نضال الحمود

0 892

نضال الحمود

تكررت حوادث سقوط الأطفال في الآبار المشوفة، وكان آخر الحوادث قصة الطفل (حسن الزعلان) ذي العشر سنوات، الذي سقط في بئر ارتوازي على عمق 21 مترًا في بلدة (كفر روحين) شمال إدلب، واستغرقت عملية الحفر لإخراجه نحو 55 ساعة.

لاقت قصة (حسن) انتشارًا واسعًا على شبكات التواصل الاجتماعي، ونالت تفاعلاً كبيرًا من ناشطين ومدنين ومنظمات إنسانية، فتحرك المدنيون عند مشاهدتهم خبر الطفل على الصفحة الرسمية للدفاع المدني إلى مكان الحادث لتقديم المساعدة في عملية الإنقاذ، إلا أن العجز كان حليف الجميع بسبب ضيق فتحة البئر.

انتشلت فرق (الدفاع المدني السوري) جثمان الطفل حسن بعد 55 ساعة من محاولتهم إنقاذه، وشارك فيها أكثر من 40 متطوعًا، وقال عضو المكتب الإعلامي في مديرية الدفاع المدني (فراس الخليفة): “إن متطوعي الدفاع المدني انتشلوا جثمان الطفل الساعة الثالثة ليلاً، بعد محاولات إنقاذه لمدة 55 ساعة.”

 

وأضاف أن الفريق تلقى نداءات استغاثة من المدنيين مساء يوم الإثنين 15 آذار، تفيد بوقوع الطفل ذي العشر السنوات في بئر ارتوازي ببلدة (كفروحين) أثناء وجوده مع والده الذي يعمل على حفارة آبار.

وأوضح الفريق أن فرق الدفاع المدني وصلت المكان بشكل فوري، وبدأت محاولات إخراجه عبر فوهة البئر، وبقي الطفل يستجيب وتسمع الفرق صوته لمدة أربع ساعات، وكان رأسه للأسفل وقدماه للأعلى وعالق بين جدار البئر وإزميل الحفارة على عمق 21 مترًا. وبعد فشل محاولات إخراجه عبر الفوهة بدأت الفرق مباشرة الحفر بشكل موازي مع البئر باستخدام المعدات الثقيلة، بمشاركة سبع فرق وأكثر من 40متطوعًا، بحسب الخلفية.

وأضاف (الخليفة) إلى حديثه بقوله: “لا يوجد إحصائية دقيقة لحوادث السقوط في الآبار المكشوفة، لكن مؤخرًا قام الدفاع المدني بالاستجابة لحادثتين، وتم إنقاذ طفلين بعد سقوطهما في آبار عربية، أما في الآبار الارتوازية فغالبًا ما يتم استخراج الأطفال وقد فارقوا الحياة.”

رأى ناشطون في قصة الطفل حسن استغلالاً للأطفال في سوق العمل وإبعادهم عن الذهاب إلى المدرسة، يقول (صادق الساهر) مسؤول حماية في إحدى المنظمات: “من الضروري أن نرصد ونراقب وضع الأطفال ونضع حلولاً لحمايتهم من العمالة، والطفل (حسن) من المفترض أن يكون في الصف الرابع، أقترح تخصيص مبلغ مالي بسيط للأسر التي يعاني أطفالها من العمالة للعودة إلى المدرسة وتوعية أولياء الأمور لضرورة التعليم وعدم اصطحاب الأطفال إلى العمل بمهن صعبة وخطرة مثل الحفارة والمنشرة والحدادة والعديد من المهن العصبة المشابهة.”

اختلفت الأسباب التي رصدت لحوادث سقوط الأطفال في الآبار المكشوفة، إلا أن إهمال القائمين على حفرها كان سببًا في وقوع معظم الحوادث التي تكررت خلال فترات متقطعة، وكان معظم ضحاياها أطفالاً، بحسب ما نُشر سابقًا عبر معرفات مديرية الدفاع المدني.

لقد صار حفر الآبار ظاهرة عشوائية تشكل معها خطرًا مستقبليًا يهدد الموارد المائية الجوفية. مدير المجلس المحلي في قرية زيزون (أحمد نعسان) يقول: “عمق الآبار قد يصل إلى 200 متر أحيانًا، وتكلفة استخراج الماء الجوفي تضمن خسارة محققة للمزارعين.”

وأوضح أن الجدوى الاقتصادية تقف حائلاً دون تنفيذ مشاريع الري من قبل المزارعين، لأنها مكلفة والماء موجود على أعماق متفاوتة، وتكلفة استخراجه كبيرة مقارنة بحسب الماء من السطح.

ومنعت حكومة الإنقاذ العاملة في محافظة إدلب حفر الآبار دون الحصول على إذن حفر مصدّق صادر عن المديرية العامة للموارد المائية.

 

اترك تعليقا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط