أفقدت الحرب الدائرة في سورية منذ سنوات زوجها في ظروف يحتار فيها الحليم (أم محمد) قصة امرأة سورية فقدت زوجها منذ ثماني سنوات جراء الحرب، وماتزال تعاني الآهات والآلام لتراكم المسؤوليات عليها.
تحدثنا (أم محمد) عن قصتها قائلة: “أنا من مواليد سراقب عام ١٩٨٤، استشهد زوجي منذ ثماني سنوات، ثم تهجَّرت من أرضي وبيتي أثناء احتلالها وتدميرها العام الماضي من قبل قوات النظام المجرمة وأعوانه.”
فقدان الزوج أثناء الحمل بتوأم ثلاثي!
تقول (أم محمد): “فقدت زوجي وأنا حامل بتوأم ثلاثي وضعتهم مع آلام الفراق لوالدهم، الذي فرق الموت بينه وبينهم، وهم: طفلين وطفلة.
ازادت عائلتي وأصبحنا ستة أشخاص، ولم أجد سندًا يعينني في أحنك الظروف وأصعب الأوقات، إذ قبل توأمي الثلاثي لدي طفلتان، الكبرى بالرابعة من عمرها والأصغر بالثالثة، فوقعت عليَّ مسؤوليات تعجز الجبال عن حملها، رعاية وإطعام وكساء وأمان وتربية وتعليم، وغيره من المسؤوليات التي تركها لي برحيله رحمه الله، لكن عبء التهجير والنزوح هو الأشد مرارة والأصعب من هذا كله.”
معاناة التربية.. وحليب فاسد يسبب ضمورًا دماغيًا لدى طفلتها!
(أم محمد) سيدة أميَّة لا تجيد القراءة والكتابة، تحكي لنا حادثة كادت تودي بحياة طفلتها، تقول: “كنت أستعين بالحليب المجفف لإشباع أطفالي الرضع، وفي أحد الأيام جلبت الحليب لأسقيه أطفالي، علمًا أنني أمِّية لا أجيد القراءة أو الكتابة، وكانت نتيجة جهلي أن أطعمت طفلتي الصغيرة حليبًا فاسدًا منتهي الصلاحية، فتسبب في اختلاج لطفلتي الرضيعة، ولا أعلم ما أصابها، فما كان مني إلا أن نقلتها لأقرب طبيب، لينزل خبر إصابتها بضمور الدماغ على قلبي المفجوع كالصاعقة.
أصبح خوفي عليها يرافقني كأنفاسي، وعاهدت نفسي أن أفعل المستحيل عسى أن يكرمني الله بشفائها واستعادة صحتها.”
رحلة السعي لعلاج طفلتها (نور) التي أصيبت بضمور دماغي
تكمل (أم محمد) وتسرد كفاحها بعلاج طفلتها نور التي أصابها ضمور الدماغ: “ذكرت لي جارتي اسم طبيب في مدينة الدانا، لكن ليس لدي من المال إلا مبلغًا يسيرًا استلمته عن أطفالي من (كفالة ملهم) التي كانت تسعفني كل ثلاثة أشهر بمبلغ مادي يسير، واستدنت مبلغًا من إحدى صديقاتي وانطلقت مسرعة لأصل الدكتور المشرف على الغواصة التي تحتاجها طفلتي نور، وقام شخص من أهل الخير بمساعدتي بجلسة واحدة، أنبتت بذور الأمل في قلبي لأن طفلتي استعادت من خلالها سمعها، واستجابت للعلاج، لكنها بحاجة شهر كامل من العلاج، وهذا كان يعني بالنسبة إلي ترك الأطفال الرضع لمدة شهر ولا مالي لدي لاستكمال العلاج بمشفى خاص!”
(أم محمد) منذ ذلك الوقت ماتزال تنتظر من يكمل لها علاج ابنتها (نور)، وفي ذلك تختم بقولها: “انتظر الفرج من الله والفضل من أصحاب الفضل، عسى أن يكرمني الله في القدرة على الاستمرار بعلاج قرة عيني نور حتى تستعيد صحتها وعافيتها، سائلة الله ألا يفجع أحدًا بأطفاله وأن يكتب لنا فرجًا عاجلًا، وأن يعين كل زوجة شهيد على أعبائها الثقيلة، فضلًا عن التشرد والتهجير.”