قضية القدس بعد 73 عامًا على الاحتلال الصهيوني

علي سندة

0 991

علي سندة |

القضايا لا تموت بالتقادم مادامت ترسو على الحق وتدور في فلكه، ومهما اختلف أصحاب الحق في طريقة الوصول إليه وتحصيله، إلا أنه يبقى أبلج والباطل لجلج، إذ قد يجتمع أصحاب الحق على طريق واحد للوصول إليه وتحصيله، وقد يختلفون إلى أن يُسترَد ويعود إليهم.

ومن المنطلق السابق حكاية الفلسطينيين والشعب العربي والمسلمين مع العدو الصهيوني المحتل للأقصى الشريف وفلسطين، والسؤال الذي يفرض نفسه بما أننا في أيار ذكرى النكبة واحتلال الصهاينة لفلسطين عام 1948: إلى أين تسير قضية القدس بعد 73 عامًا على الاحتلال الصهيوني في ظل المعركة الحالية التي تدور في غزة وسائر مناطق اشتباك المقاومة مع العدو الصهيوني على امتداد فلسطين؟!

ثمة جدل قائم بانتقال صدى المعركة من القدس الشريف إلى غزة بإطلاق معركة (سيف القدس) منذ أيام عبر حركة حماس وكافة الفصائل فيها ردًا على اقتحام اليهود للقدس الشريف وسعيهم لتهويد حي الشيخ جراح، والإشكالية المطروحة على رأيين.

الرأي الأول: يرى عدم تدخل المقاومة المسلحة وعدم جدوى معركة (سيف القدس)، والحجة أن التدخل ذريعةً للصهاينة بشن الغارات لإنهاء المقاومة وتغيير محور قضية القدس، وتبييض صفحة إيران قاتلة السوريين بإثبات دعمها بالصواريخ التي تُطلقها المقاومة، بل يجدون في الأمر أيضًا استكمالًا لخطة ترامب فيما سُمي بصفقة القرن التي تتطلب سحق بقية المقاومة المتبقية وسيادة إسرائيل على فلسطين.

لمتابعة كل جديد اشترك في قناة صحيفة حبر على تلغرام اضغط هنا

الرأي الثاني: يرى أن تدخل المقاومة الفلسطينية المسلحة حق مشروع، والغاية واحدة هي نصرة القدس الشريف، ولجم المحتل ليتراجع عن أفعاله بالتهويد وتدنيس الحرم القدسي الشريف، وأن وهم ازدواجية المقاومة الفلسطينية وإيران غير موجود فالكل يحاول استقطاب قضية القدس والمتاجرة بها، والمقاومة تأخذ دعم إيران وتضربه على إسرائيل لا كما يفعل بشار الأسد بأهل سورية، فالذي يقصف العدو هي المقاومة الفلسطينية وحدها في غزة عبر كل فصائلها، وهي نفسها من تتلقى ضربات العدو القاسية لا سيما بعد وقوع أكثر من مئة شهيد ومئات الجرحى، وتدمير العدو لأكثر من 500 وحدة سكنية في غزة حتى الآن، وكل ذلك لأجل الأقصى الشريف، وتأكيدًا لحق الفلسطينيين بأرضهم، وأن الضفة كما غزة والقضية واحدة لا تتجزأ، وأن الدم الفلسطيني الذي يسيل ضمن أراضي 1948 والضفة والأقصى في الانتفاضة الحالية هو نفسه الدم الفلسطيني الذي يسيل في غزة جراء قصف العدو.

اقرأ أيضاً: الانتخابات السورية وترسيخ التقسيم

والحقيقة أن الرأيين تصنعهما المكنات الإعلامية لأجل التفرقة، بينما تبقى القضية الفلسطينية وقضية القدس بعد 73 عامًا من الاحتلال الذي جرى عام 1948 أكبر من فلسطين نفسها، وأكبر من قضية العرب مجتمعين، لأنها قضية أكثر من مليار مسلم حول العالم، وما الحملات الإعلامية وغضب المسلمين وهتافهم للقدس كل من دولته إلا برهان على ذلك، ولم يثنهم عن نصرة الأقصى سوى الحدود السياسية الفاصلة، وهي استمرار لقضية الحق ضد الباطل، استمرار لقضية فلسطين كاملة غير مختزلة بالقدس وحده كما يروج العدو.

قضية فلسطين بعد 73 عامًا من الاحتلال تسير إلى الحق وبالحق، تُوَّرث عبر الأجيال، ليعرفوا أن ثمة مغتصب لثالث مقدسات المسلمين للأقصى المبارك مسرى النبي محمد صلى الله عليه وسلم، اسمه الكيان الصهيوني وعليه أن يرحل طال الزمن أم قصر.

 

اترك تعليقا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط