التطنيش سلاح المسؤول للتهرب من أسئلة الإعلام في الشمال السوري

عبد الملك قرة محمد

0 285

أنا مشغول، أرد لاحقًا، سؤالكم في غير مكانه، أنتم صحيفة ثورية لا يجب أن تهاجموا المؤسسات التي تنتمي للثورة، لا تضع العصي بالعجلات.

إن كنت إعلاميًا في الشمال السوري لا بد أنك سمعت الكثير من الكلمات التي ذكرتها في الأعلى وعانيت من التطنيش أو كما يسميه بعضنا (التسبيح) من قبل أحد المسؤولين الذين تود أن تجري معهم مقابلة ظنًا منك أنهم يملكون قيمة تخولهم لتقديم فائدة للمجتمع.

لمتابعة كل جديد اشترك في قناة صحيفة حبر على تلغرام اضغط هنا 

والتطنيش أسلوب يستخدمه المسؤولون السياسيون وغيرهم، ليكون بديلاً عمَّا كان يمارسه نظام الأسد من اعتقال وقتل الإعلاميين الذين يفكرون بطرح أسئلة أو إثارة موضوعات يعجز التفلت منها.

وبكلتا الحالتين ستكون النتيجة غالبًا واحدة، وهي عدم نشر المادة لعدم اكتمال عناصرها، لكن حسبنا أن البعض منهم لا يلاحق الإعلامي، بل يكتفي بتطنيشه إن فكر بطرح بعض الأسئلة المثيرة.

ما إنجازاتكم؟ ما هي وجهة نظركم؟ ماذا قدمتم للشعب السوري؟ ما أهدافكم؟ ما هي خططكم المستقبلية؟ أسئلة محددة لك صديقي الإعلامي إياك أن تتجه خارج إطارها فوحش التطنيش سيكون حتمًا بانتظارك.

اقرأ أيضاً: واشنطن: لانهدف لتغيير النظام في سورية

إياك أن تفكر في طرح أسئلة على قيادي عسكري لشرح أسباب عدم الرد على قصف النظام، أو مثلاً أسباب الانسحاب من منطقة ما، في الحقيقة لا أدري أين ستكون إن فكرت أن تنشر أنه لم يرد على سؤالك.

أو قد تظن بأنك تملك الحرية الكاملة لتطرح سؤالاً على سياسي حول أسباب تمسكه بعملية سياسية فاشلة يقود لها النظام الذرائع دائمًا ويعمل على إفشالها.

 

لاااا تناقش الفساد والمحسوبيات في التعليم والمجتمع بشكل عام، دعك من ذلك حاليًا؛ لأنهم سيتهمونك بوضع العصي بالعجلات، وبالتعلق بالقشور وإهمال الإنجازات الواضحة رغم الظروف المحيطة.

نعم الظروف المحيطة وما يجري من تغيرات ميدانية واقتصادية هي أم الحجج، لهذا السياسي أو القيادي أو ذاك الذي يرأس جامعة أو يدير مدرسة أو غير ذلك.

ولا يمكن إخفاء أن الجهات المسؤولة تنظر بازدراء للإعلامي الذي يحاول التفتيش عن إخطائها؛ لأنها تعتقد أنه معارض لأفكارها ويخدم نظام الأسد!! كما أن الإعلامي لا يملك حرية وحصانة تسمح له بالكشف عن الحقيقة مهما كانت مع وجود بعض الزوايا البسيطة من الحرية التي يمكن للإعلامي التحرك بها.

يجب إدراك وظيفة الإعلام الحقيقية، وهي الكشف وتقديم الحقائق بنزاهة وبلا مزاودات، فالإعلام ليس ساحة للتباهي، بل مسرح يظهر الجميع عراة من أي قناع وينقل حقيقتهم ويقدمها إلى المجتمع ولا يتهاون في مكافحة الفساد مهما كانت النتائج.

ولا بد لنا من طرح سؤال جوهري: إن لم يكن هؤلاء السياسيون قادرين أن يردوا على سؤال واحد يتعلق بشفافية عملهم، كيف يمكنهم قيادة معركة سياسية يواجهون فيها كل شيء؟!

 

إن كانوا لا يملكون الحنكة السياسية للتهرب للإجابة عن أسئلة الإعلام، فلماذا يتصدرون عدساته حاملين لواء المقاومة السياسية وينادون بالحل السياسي في كل محفل؟!

وأخيرًا ما الذي ننتظره من شخص مهما كان عمله ومنصبه يرفض الرد على أسئلة توردها الصحافة ويحظرك بيد ويرفع باليد الأخرى (عاش الإعلام الحر)، في الحقيقة لا ننتظر إلا المزيد من الخراب.

اترك تعليقا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

سياسة الخصوصية وملفات تعريف الارتباط